آية الله الاراكي في حواره مع (تنا) : ثمة علاقات طيبة للغاية بين علماء الدين الشيعة و السنة في باكستان

آية الله الاراكي في حواره مع (تنا) : ثمة علاقات طيبة للغاية بين علماء الدين الشيعة و السنة في باكستان
آية الله الاراكي في حواره مع (تنا) : ثمة علاقات طيبة للغاية بين علماء الدين الشيعة و السنة في باكستان

عقب انتهاء الزيارة الحافلة التي قام بها الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى البلد المسلم باكستان ، التقى مراسل وكالة أنباء التقريب (تنا) آية الله الشيخ محسن الاراكي ، مستطلعاً آرائه و انطباعاته ازاء هذه الزيارة ، فقال  سماحته موضحاً : الحمد لله كانت الزيارة حافلة بالبرامج و اللقاءات بفضل التعاون و التنسيق بين ممثليات الجمهورية الاسلامية الايرانية في باكستان و بين علماء الدين و الشخصيات العلمية و الفكرية البارزة في هذا البلد المسلم .

ملتقيات الحوار مع الكثير من علماء الدين البارزين في باكستان
و اضاف سماحته : أن احد أهم هذه البرامج تمثل في اللقاءات الحوارية مع عدد كبير من علماء الدين الباكستانيين البارزين من السنة و الشيعة. فقد التقينا شخصيات امثال سراج الحق و عبد الغفور حيدري و لياقت بلوج ، اضافة الى العديد من الشخصيات النافذة و المؤثرة الأخرى . كما كانت لنا جلسات مع رؤساء التكتلات الرئيسية في باكستان ، حيث تم طرح و بحث العديد من المسائل و مناقشة سبل التعاون على طريق تحقق اهداف التقريب ، و وعدونا بالتعاون و التنسيق في هذا المجال . كما تم دعوة عدد من هذه الشخصيات للمشاركة في المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية .

و تابع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : كذلك كانت لنا خلال هذه الزيارة جلسات و ندوات مع كبار علماء الدين و النخب الفكرية و الثقافية في كل من اسلام آباد و لاهور و كراجي ، و تمت مناقشة الكثير من القضايا و التحديات التي تواجه العالم الاسلامي . و قد شكلت هذه اللقاءات فرصة مناسبة لتسليط الضوء على اهداف و توجهات و سياسات المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية  لترسيخ و تعزيز اواصر الوحدة و التقريب في العالم الاسلامي . اضافة الى بحث و مناقشة  سبل التعاون بين العلماء و النخب و الاحزاب الاسلامية بما يخدم اهداف التقريب .  

تأسيس اتحاد الدول الاسلامية
و أضاف آية الله الاراكي : كنا قد طرحنا خلال هذه الزيارة فكرة و رفعناها بمثابة شعار ، و دعونا جميع النخب و المسؤولين عن الشؤون الدينية و السياسية في باكستان لمساعدتنا في ذلك . لقد دعونا الى دراسة فكرة تأسيس اتحاد الدول الاسلامية و اعتبارها  بمثابة مطلب عام ، و اتفق  الجميع على اهمية إجاد مثل هذا الاتحاد  و ضرورة  المباشرة بتأسيسه  و لو بمشاركة أولية لاربع أو خمس دول اسلامية . و اقتنع الجميع بأنه اذا ما تم تأسيس هذا الاتحاد سيكون بالامكان حل و تسوية الكثير من مشكلات العالم الاسلامي في هذا الاطار . و لهذا يمكن القول أن الفكرة لاقت ترحيباً طيباً في باكستان .

و مضى سماحته بالقول : الامر الآخر الذي حفلت به هذه الزيارة ، التشاور مع علماء الدين و المفكرين في باكستان للبحث عن حلول لمشكلات العالم الاسلامي ، خاصة فيما يتعلق بتقوية لجنة المساعي الحميدة . و نأمل تقوية هذا المشروع بمشاركة علماء الدين في باكستان و المساهمة  في تحقيق اهدافه .

ثمة علاقة طيبة للغاية بين علماء الدين السنة و الشيعة في باكستان
و في معرض اجابته عن سؤال حول الاوضاع الراهنة في باكستان و مدى تأثير الدعايات المغرضة لوسائل الاعلام الغربية في تأجيج نار الفتنة الطائفية في هذا البلد المسلم ، اوضح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن ما لمسناه و شاهدناه عن كثب خلال هذه الزيارة هو ، وجود  اتفاق جيد في وجهات النظر  بين علماء الدين و النخب الاخرى من السنة و الشيعة ، و ان هناك نوعاً من التواصل الاخوي الودّي الوثيق بين علماء الاسلام من الشيعة و السنة في باكستان .

و تابع آية الله الاراكي : أن ما تشهده باكستان من احداث احياناً ، إنما هي من فعل مجموعات صغيرة للغاية و هامشية لا يعتنى بها اصلاً . و لكن كونها تتسم بالعنف من جهة ، و من جهة أخرى تعمل وسائل الاعلام الغربية على دعمها و مساندتها من خلال تضخيم هذه العمليات ، مما تجعل البعض يتصور أنها كثيرة .  

و أضاف آية الله الاراكي : أن وسائل الاعلام الغربية خاصة في بريطانيا و اميركا ، تحاول أن تصور البلدان الاسلامية و كانها تفتقد الى الامن و الاستقرار ، في حين ان الاوضاع  ليست كذلك  اصلاً . لقد رأينا عن كثب ان باكستان بلد آمن ، و ان العلاقة بين الشيعة و السنة في هذا البلد علاقة ودية و وثيقة للغاية . الشيعة يصلون في مساجد السنة ، و السنة يصلون في مساجد الشيعة . باختصار أن علاقات طيبة للغاية بين علماء الدين الشيعة و السنة في باكستان ، و اذا كان ثمة بعض  الاختلافات  فأنها محدودة للغاية ، و تقوم بها جماعات مهمشة لا يعبأ بها .