الدكتور شهرياري : انهاء الاحتلال السبيل الوحيد لارساء السلام والامن في المنطقة

الدكتور شهرياري : انهاء الاحتلال السبيل الوحيد لارساء السلام والامن في المنطقة

اكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، "حجة الاسلام الدكتور حميد شهرياري"، على انهاء الاحتلال الصهيوني ووضع حد لجرائم الكيان الغاصب في حق الشعب الفلسطيني، وقال : انه السبيل الوحيد لارساء السلام والاستقرار في المنطقة.


وفي كلمته خلال مؤتمر بغداد الدولي للوحدة الاسلامية اليوم الاربعاء، دعا حجة الاسلام شهرياري علماء الامة الى وحدة الصف من اجل مواجهة العدو الصهيوني.

واردف : نحن اليوم نشاهد الكيان الصهيوني الذي يمارس ابشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني بغزة، دون ان يواجه اي ردع من جانب المجتمع الدولي؛ مما اثار موجة عارمة من الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في ارجاء العالم للتنديد بسياسات هذا الكيان الغاصب.

وفي اشارة الى مؤتمر بغداد الدولي الثاني للوحدة الاسلامية، فقد اكد شهرياري على دور هذا الحدث المساند للشعب الفلسطيني، وقال : ان بناء "الامة الواحدة" باعتباره شعارا قرانيا وهدفا عظيما للمجتمعات الاسلامية، يتطلب من تلك المجتمعات ان تتجه نحو تحقيق هذا الهدف، وتطلق نهضة تعزز كرامة المسلمين وترفع مكانتهم على مستوى العالم وتدعمهم في مواجهة المشاكل الاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية.  

ولفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، الى ان عملية طوفان الاقصى نفذت بعد مرور سنوات طويلة على الظلم والجور في حق اهالي غزة المظلومين، وسط صمت المحافل الدولية ومؤسسات المجتمع المدني، والياس من اتخاذ اي خطوة عملية لانهاء تلك الظروف المؤسفة.

واوضح ان هذه العملية جاءت في سياق الايتين 39 و40 من سورة الحج، قوله تعالى [أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ]، و[الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ].

واستطرد : ان طوفان الاقصى كان ردا طبيعيا وحازما ومشروعا على الممارسات العنصرية والعدوانية للكيان الصهيوني؛ حيث تمت مراحل التخطيط والتنفيذ لهذه العملية من قبل المجاهدين الفلسطينيين دون اي تدخل اجنبي، لتتعرى الاجهزة الاستخباراتية التابعة للكيان الصهيوني على واقعها الهزيل وتنكشف اكاذيب وخداع هذا الكيان المتغطرس والمتكبر.

من جانب اخر، تطرق الدكتور شهرياري الى حصيلة الحرب الطاحنة التي يشنها الكيان الصهيوني منذ اكثر من 8 اشهر على قطاع غزة؛ مبينا ان ما يزيد عن 40 الف انسان ارتقوا شهداء او فقدوا، وما يقارب الـ 80 الف امراة وطفل وشاب ومسن اصيبوا في هذه الحرب، فضلا عن مليوني مواطن فلسطيني شردوا من ديارهم اثر القصف الصهيوني الوحشي الذي يطال يوميا منازل الامنين في قطاع غزة.

وتابع، ياتي ذلك وسط خذلان مجلس الامن الدولي الذي اتخذ موقفا في غاية الضعف مقابل تلك المجازر وجرائم الحرب الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني.

وصرح الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : ان الملفت للنظر في هذا الخصوص، هو موقف الدول مثل امريكا وبريطانيا اللتين اتخذتا مواقف انتقائية بل وتعمدان على الدوام الى التغطية على جرائم الصهاينة ودعم وتحفيز الة القتل الصهيونية لمواصلة الابادة الجماعية في فلسطين المحتلة.

وفي الصعيد ذاته، اشار الدكتور شهرياري الى سعي بعض الدول من اجل تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني واعطائه الضوء الاخضر في مواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني؛ واصفا هذه المواقف بانها وصمة عار في جبين الانظمة التي ما تزال تتبنى مخطط التطبيع مع كيان قاتل للاطفال.

واضاف : هناك ايضا دول اخرى تفتح اجواءها امام الكيان الصهيوني وحلفائه بينما تمنع مرور اي صاروخ يتجه عبر سمائها لمعاقبة هذا الكيان المعتدي؛ انه لعار على اولئك الذين يرون الظلم لكنهم لا يجرؤون التصدي والمقاومة امام المعتدين، نحن ننصح هؤلاء بان يعيدوا النظر في هذا السلوك، لأنه لا بد أن تحقق الأمة الإسلامية النصر بالمقاومة.

ولفت الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية، الى نقطة ملفتة اخرى في سرده للاحداث التي انطلقت منها عملية طوفان الاقصى؛ مبينا ان مناصري الكيان الصهيوني سخروا طاقاتهم واموالهم وسلاحهم لحماية هذا الكيان الغاصب والحؤول دون انهياره.

واستطرد : ان الغربيين يرون ان بقاء الكيان الصهيوني بمثابة الحفاظ على مصالحهم في هذه المنطقة، وقد تمادوا في هذا المسار حتى يخرج رئيس الولايات المتحدة البغيض جو بايد ليصرح بكل صلافة انه "لو لا وجود الكيان الصهيوني، لقامت امريكا على انشاء  اسرائيل اخرى من اجل حماية مصالحها في المنطقة".

ولفت شهرياري، بان مطامع الغربيين باتت اليوم اكثر من اي وقت مضى، كما ان زيف شعاراتهم حول الدفاع عن حقوق الانسان انكشف اكثر فاكثر؛ موضحا ان دعم امريكا والغرب لجرائم الابادة الجماعية في غزة كشف عن نفاق الانظمة التي تدير هذه البلدان والراي العام العالمي لم يعد ينخدع بما يروج له هؤلاء من شعارات مزيفة خاوية.

وفي هذا السياق ايضا، نوه الامين العام لمجمع التقريب، الى عملية الوعد الصادق التي نفذتها الجمهورية الاسلامية الايرانية، مؤكدا بانها جاءت ردا على تهور العدو الصهيوني المحتل وجريمة اعتدائه على القنصلية الايرانية بسوريا.

ومضى الى القول : ان عملية الوعد الصادق العقابية، انطلقت بعدما تقاعس مجلس الامن الدولي عن اتخاذ موقف عملي قبال الشكوى التي رفعتها ايران اليه، والتي استندت الى بنود معاهدة فيينا؛ مشيرا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تمكنت من خلال الوعد الطادق ان تلقن العدو الصهيوني درسا لكي لا يعيد الكرة في ممارساته المتهورة.

وتابع حجة الاسلام شهرياري : ان هذه العملية البطولية اظهرت بان العالم الاسلامي قادر بامكاناته وقدراته ان يتصدى للجبابرة المتفرعنين في عصرنا الحاضر.  

وحول السبل الكفيلة بتخلص المسلمين من مشاكلهم التي تراكمت في الصعيد الدولي، قال : ان الخطوة الاولى تتمثل في التركيز على ان اعداء العالم الاسلامي لن يتخلوا عن ممارساتهم العدوانية بل السبيل الى ذلك يكمن فقط في مواجهتهم وصمود المسلمين من اجل بناء الامة الاسلامية الواحدة التي تنطلق منها مؤسسات ومنظمات اسلامية دولية قوية.

واردف فضيلته : ان الحل الثاني يتمثل في ان يتقدم علماء الامة من الجنائية الدولية وغيرها من منظمات المجتمع المدني ومطالبتها بوقف الابادة الجماعية وجرائم الفصل العنصري التي اقترفها الكيان الصهيوني خلال الاشهر الاخيرة في فلسطين وتسليم الجناة الصهاينة الى قبضة العدالة.

واكمل الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الاسلامية : ان السبيل الوحيد يكمن في ارساء السلام والامن الاقليميين ووقف الاحتلال الصهيوني وممارساته الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني وتمكينه من حق تقرير المصير وحق العودة الى وطنه.