عالم دین ایرانی : الإنسان يصل إلى السمو بالسلام

عالم دین ایرانی : الإنسان يصل إلى السمو بالسلام

قال امام جماعة مسجد خاتم الانبياء في مدينة بهشهر " مولوي خيرالله يعقوبي" : ان السلام الذي قال عنه الله تبارك وتعالى في سورة النساء: «وأصلحوا ذات بينكم» أي أرسوا السلام فيما بينكم، فالإنسان يصل إلى السمو بالسلام مثلما فعل النبي الأكرم في بيعة الرضوان مع سهيل بن عمر الذي كان من المشركين حين عنون لسلامٍ مدته عشر سنوات وما أحسن ما قاله بلال رضي الله عنه : كم سنحقق في هذه السنوات العشر من أعمالٍ كبيرة، كم سوف نتطور وكم سنصل إلى الدرجات العالية.


وفي مقاله خلال المؤتمر الافتراضي الدولي الـ 37 للوحدة الاسلامية، وجّه " مولوي خيرالله يعقوبي " شكره وتقديره للمجمع العالمي للتقریب بین المذاهب الاسلامیه على توجيه دعوة له بالمشارکه في هذا الموتمر الذي يقام تحت شعار "التعاون الاسلامی من اجل بلوره القیم المشترکه والحدیث حول محور الحریه الفکریه الدینیه وقبول الاجتهاد المذهبی ومواجهه تیار التکفیر و التطرف".
واضاف الباحث الاسلامي : على أي حال يقول القرآن الكريم: «إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما» في خضمّ النزاع بين المرأة والرجل الآخذان بالطلاق والانفصال، يطرح الله مسألة الصلح بأن يأتي حكمٌ من جانب المرأة وحكمٌ من جانب الرجل وينهيان هذه المسألة على خير. مبدأ السلام العادل يرسم الخطوط العريضة لهذه الرؤية مطالباً بالمودّة والاحترام المتبادل وداعياً إلى تجنب الاعتداء والإساءة لحقوق الآخرين.
وتابع : من هذا المنطلق إنّ دعوة الإسلام لعلاقات سلمية بين الناس دون التفريق بينهم يؤيد المسألة التالية أن الإسلام لايضرب معتقدات أتباع الأديان الأخرى بعرض الحائط بل يأخذها بعين الاعتبار ويقول القرآن «يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم» تعالوا فإنّ طريقنا وطريقكم واحد وهو الوصول إلى الله ذو الجلال.
وبين امام الجماعة في بهشهر : انّ التآلف والتضامن الإسلامي وتجنب التوترات والنزاعات له تأثيرٌ على تعاون الدول الإسلامية لاسيما التآخي والتقارب كما نرى في العام الحالي ما جرى بين إيران والسعودية، الأمر الذي أدى إلى خفض التوترات والنزاعات في المنطقة على جميع الأصعدة . هذا ما يقوله القرآن الكريم: «قولوا للناس حسنى» يقول القرآن أيضاً «إنما المؤمنون إخوة» ونحن إخوة مع بعضنا. لقد عرّف النبي الأوس والخزرج على أنهم إخوة وقد أوجد النبي الأكرم يوم الموآخاة بعد أن استقرّ في المدينة المنورة.
وقال مولوي خيرالله يعقوبي : ان القرآن الكريم يعطينا رسالةً ويطلعنا على أنه: «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» العلماء يعرفون هذا الكلام جيداً ويعرفون تفسيره وهم سيصلون إلى مبتاغهم عندما يشعرون أنك معهم من قلبك. ويقول القرآن الكريم في آيةٍ أخرى: «لتجدن أشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا» ووجود لام القسم يعطيها درجة عالية من التأكيد والحتمية والخطاب للرسول ولعامة المسلمين.. «يا أيها الذين آمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض» هذا تعليلٌ للنهي عن كلتا الطائفتين والمعنى أن اليهود أولياء بعض وكذلك النصارى، رغم أنهما كانا ينفيان بعضهما في صدر الإسلام «وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء» ثم إنهما يجعلان نفسهما في مسارٍ واحد ويتوليان بعضهما «وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه» لقد رأوا أنهم لايستطيعون أن يتحركوا في مواجهة الإسلام فُرادى، فاتّحد اليهود والنصارى وشكلّوا جبهةً مقابل جبهة الإسلام واتحدوا لمواجهتها وصار تفكيرهم واحداً.
وفي الختام قال امام جماعة مسجد خاتم الانبياء في مدينة بهشهر " مولوي خيرالله يعقوبي" : لماذا لا يكون تفكير المسلمين واحداً؟ يجب أن يأخذ المسلمون الدروس من هذه الآيات، يجب أن ينتبهوا لها ويوجّهوا أنفسهم ومجتمعهم وجيلهم إليها، فلا قدّر الله أن يُخدع المسلمون بمكائد الصهاينة و قوى الاستكبار ويتنازعون فيما بينهم. مثلما أنهم أوجدوا قوىً كثيرة باسمهم وعرّضوا الكثير من المصادر الإسلامية للخطر. إذاً كل الأمل أن يستفيق المسلمون بأسرع وقت وأن يكونوا أكثر وعياً ومتعاطفين مع بعضهم أكثر ويكونون إلى جانب بعضهم البعض إن شاء الله، يصفحون ويعفون عن بعضهم ويدعون ويستغفرون لبعضهم البعض للوصول إلى قمم الفكر الإسلامي السامية ولتتم الاستفادة من المصادر الإسلامية بالأهداف الإسلامية وليحبوا بعضهم البعض من قلوبهم.