صلاة الجمعة بإمامة آية الله الآراكي في لندن

صلاة الجمعة بإمامة آية الله الآراكي في لندن
صلاة الجمعة بإمامة آية الله الآراكي في لندن

أقام سماحة آية الله الشيخ محسن الاراكي صلاة وخطبة الجمعة على قاعة دار الاسلام- لندن مستهلا كلمته عن فضائل شهر شعبان المبارك والتي نحن في أيامه الاخيرة وحث الحضور على اغتنام هذه الفرصة كما حث على الاهتمام والاستفادة واغتنام الفرص العظيمة من فضائل إقامة الذكر في شهر رجب وشعبان ورمضان بحيث انها قد تنقضي وينقضي معها العمر ولا يتسنى لنا ان نوفق للاشهر القادمة.

وتطرق الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية الى أهمية الذكر ، موضحا أن حياة النبي محمد (ص) كلها ذكر بحيث أنه كان يكتب كل ما كان يسمع و كل ما كان يقوم به رسول الله (ص) وبالمقابل كانت قريش تنهى عن ذلك.

وتابع مدح الرسول (ص) أو ذمه لا يعتبر عن هوى إنما كله ذكر وقد وصف القرآن الكريم رسول الله أنه كله ذكر وأن كل أمر صدر عن الله هو يخاطب به الرسول وبالتالي هو اخبار في طاعة الرسول وبالتالي طاعة لله لان كل سلوكيات الرسول هي كما أمر الله به أو نهى عنه. ومصداقا لهذا قول للرسول الاكرم: تنام عيني ولا ينام قلبي، يعني بهذا أنه مدرك لكل ما يحدث ولا يصدر عنه اي امر يخالف لامر الله فإذا غضب لله وأذا رضي لله. لذلك يجب التعامل مع أقوال وأفعال الرسول الاكرم (ص) بجد لانه لا يصدر بشكل عابر او عن الهوا انما يصب في رضا أو غضب الله العلي الجبار. انما هو وحي عن الله وهو المثل الاعلى لمصداق الذكر ومن بعده يأتي أهل بيت النبوة (ص) حيث انهم صورة عن شخصه الكريم كما رباهم.

جاء في القرآن الكريم: (ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب).

الشاهد الاول، القرآن الكريم الذي يشهد على صدقه ( أولم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون). (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا).

الشاهد الثاني (ومن عنده علم الكتاب) (أنا مدينة العلم وعلي بابها) والايآت 17 من سورة هود وآيات البراءة وغيرها الكثير. شاهد ودليل على هذا المعنى كما اشار الى الدليل الحوزوي حول لمي والاني. ثم تطرق الى حديث للرسول الاكرم (ص) يقول فيه أنا أديب ربي وعلي أديبي وكذلك فاطمة والحسن والحسين(ع) وجميع أئمة أهل البيت (ع) هم جميعا دليل على الصدق ومصداق الذكر. يجب الاقتداء بهم والاستماع لهم، فبهم دليل الصدق والذكر واحياء القلب. ثم تطرق الى ان الحضارة الغربية مبنية على حياة الغفلة عن حقائق الكون وأعظم هذه الغفلة عن الله سبحانه وتعالى والحياة فيها ترسيخ لحياة الغفلة.

وطرح سماحته مثال انه هناك نمط حيث اقيمت صلاة الجماعة بامامة رسول الله وتركوه قائما للهو في تجارتهم وحياة الغفلة التي يعيشون فيها رغم انهم كانوا يعيشون زمن الرسول وحول الرسول (ص).( وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا)
وهناك نمط
(فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ )
(لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ)
هذا النمط هو حياة الذكر وبيوت أهل البيت (ع) بيوت الذكر.

لذا من هنا تنبع أهمية اغتنام ما بقي من شهر شعبان والقادم من شهر رمضان المبارك ليمدنا بالطاقة من حياة الذكر الى باقي ايام السنة الباقية من العمر الى جانب مراقبة ومحاسبة النفس وتنظيم الاوقات للاستفادة القصوى من هذه الاشهر. ولاننسى الاعتكاف على قراءة القرآن الكريم واقامة مجالس الادعية ولا سيما كامل أفراد الاسرة وتعويدهم على هذه الاجتماعات ، اجتماعات الذكر خصوصا في بلاد الغربة لتثبت فيهم شخصيتهم وهويتهم الايمانية ولكي لا يقعوا فريسة الغفلة ولكي تحيا فيها قلوبهم في جلسات الحب والانس والذكر وبالتالي تتحول بيوتنا الى بيوت ذكر هذا الى جانب اعمار المساجد بحضور فاعل والعمل المستمر في عملية الاتصال والتواصل من خلال الادعية والنوافل والسلام على الائمة الاطهار من خلال الزيارات وزيارات العتابات المقدسة.
 وفي الخطبة الثانية تطرق الى الاوضع الراهنة والعصيبة التي تمر بالامة الاسلامية على انه اكبر تحدي لم يسبق له مثيل قائما على اساس اثارة الفتن والعصبيات بين المسلمين وبعنواين مختلفة بهدف تمزيق جسد الامة الاسلامية مستشهدا الاية القرانية  (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ ۚ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ). (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ). (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ).
 
هذه هوية الرسول (ص) والانتماء لهذه الهوية هي ان تكون هوية الخضوع لله سبحانه وتعالى واهل البيت (ع) مصداق لهذه الهوية. (إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها).

هذه الهوية ، هوية كاملة نحتت على هوية رسول الله وأمير المؤمنين علي (ع) فعلي ابن الرسول بهذا المعيار (لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ . وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ . وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ) .
والمقصود بهذا الوالد أي رسول الله (ص) واما وما ولد فهم أهل البيت (ع). 

واكد سماحته ان طاعة الرسول (ص) والانتماء له ترسخ الوحدة بين المسلمين وغير ذلك يفرق جمعهم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا) ، داعيا الى معرفة اوامر وسيرة الرسول (ص) معرفة صحيحة لكي نتعرف على هويتنا الاصيلة .

وأضاف سماحته بان الغرب ومن لف لفهم حاول وعلى مر السنين بث سموم حقدهم في بث الفرقة والطائفية والكراهية في المجتمع الايراني ولكنهم بعون الله وحمده فشلوا وهم حاليا يمررون نفس المخطط على المجتمع العراقي والسوري. فإذا بهم يجدون الشعب العراقي محتسبا ومصراً على حب أهل بيت النبوة (ص) فحيكت المؤامرات الا انه خاب أملهم في تلك المسيرات الاربعينية المليونية وهذا الكم الهائل من الشباب المتعطش للمراقد المقدسة والحضور في المساجد .

و شار اية الله الاراكي الى محاولات الاعداء لاخضاع الشعب السوري للظلم والذل الا انه ابا ذلك وكان موقفه كموقف الامام الحسين (ع) عنجما قال (قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة) عندها حاول الغرب واعوانه من الظلاميين والتكفيريين الى مسخ هوية هذا الشعب ولكنه فشل . 

هناك مؤشرات كثيرة ومنها صمود الشعب العراقي انما هذا يدل على مستقبل واعد وخير وهذا مؤشر ايجابي (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ). كما تدفق الشباب على المساجد والحرم المقدس وغيرها من الاشارات والدلالات هي مؤشرات واعدة ويجب استثمارها ولا يجوز لنا ان نرضخ او نخاف. (يأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).(أشداء على الكفار). وختم سماحته بالدعاء للمسلمين والوحدة الاسلامية.