بمناسبة إعلان الإمام الخميني (ره) آخر جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً عالمياً للقدس؛
حديث التقريب .. لكي لا ننسى
إن يوم القدس يوم عالمي، لا يختص بالقدس، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، إنه يوم مواجهة الشعوب التي رزحت طويلاً تحت الظلم الأمريكي وغير الأمريكي، للقوى العظمى، يوم يجب أن يستعد فيه المستضعفون لمواجهة المستكبرين، ولتمريغ أنوفهم في الوحل.
مؤسس الجمهورية الإسلامية الإمام الراحل الخميني (ره)، رجل نهضة واستنهاض وإحياء، نجد ذلك متمثلاً في كل مواقفه وأقواله ونداءاته. بمناسبة اعلانه آخر كل جمعة من شهر رمضان المبارك يومًا عالميًا للقدس في عام 1979نقف عند بعض مقاطع نداءاته الإحيائية بشأن القدس وعدوان الصهاينة وحماتهم على البلاد الإسلامية:
«إن الشعب الفلسطيني قادر على تحقيق الانتصار (..) إننا ندين إسرائيل لأنها دولة غاصبة، وعلى الدول العربية أن تتحد، لكي تتمكن من قطع الأيدي الاسرائيلية من ترابهم المقدس».
«إنني حزين جدا، للأعمال المعادية للإنسانية التي يرتكبها الصهاينة، و بدعم أمريكي، في بلاد المسلمين، وبالأخص ضد إخواننا وشعبنا في لبنان. وارجوا من الله سبحانه وتعالى، معين المستضعفين والمظلومين، أن يشملكم بامداداته المباركة، وأن يكون عونا وسندا لكم، ولجميع الأخوة في هذه الظروف العصيبة».
«إن يوم القدس يوم عالمي، لا يختص بالقدس، بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين، إنه يوم مواجهة الشعوب التي رزحت طويلاً تحت الظلم الأمريكي وغير الأمريكي، للقوى العظمى، يوم يجب أن يستعد فيه المستضعفون لمواجهة المستكبرين، ولتمريغ أنوفهم في الوحل».
«إن يوم القدس، يوم يجب فيه أن نشد العزم ونعمل بجدٍ ونسعى جميعاً لإنقاذ القدس. وإنقاذ إخوتنا في لبنان من الظلم الذي حل بهم».
«لو كان المسلمون متحدين معاً، لاستطاعوا إغراق إسرائيل؛ المشكلة هي فرقتهم ، وهم يعرفون هذه الحقيقة ، فلماذا لا يلجأون إلى علاجها الحاسم ، والذي يتمثل بالاتحاد والاتفاق فيما بينهم ؟ ولماذا لا يحبطوا المؤامرات التي يحيكها الاستعمار بهدف تضعيفهم».
«أيها السلمون في العالم، وأيها المستضعفون الثائرون، وأيها البحر اللامتناهي من البشر: انهضوا ودافعوا عن كيانكم الإسلامي والوطني، إن إسرائيل اغتصبت القدس من المسلمين ، وقد تساهلت تجاهها الحكومات، وكما يبدو من بعض العلامات الظاهرة في الوقت الحاضر، فان أمريكا تريد الاستيلاء على المسجد الحرام ومسجد النبي، وبواسطة صنيعتها الفاسدة إسرائيل، ورغم كل ذلك فلا زال المسلمون يلفهم الصمت، بل ويتفرجون على كل ما يجري دون أدنى اهتمام».
«نحن ننظر إلى اليهود بمعزل عن الصهاينة، وفيما لو انتصر المسلمون على الصهاينة فإنهم لا شأن لهم مع اليهود، حيث سيعاملون كسائر الشعوب الأخرى، ويحق لهم التمتع بالحياة الطبيعية، ولا يتعرض لهم أي أحد».
«يجب على الشعوب الإسلامية، وبالأخص الشعبين اللبناني والفلسطيني، تحذير أولئك الأشخاص الذين يضيعون الوقت بالمناورات السياسية وإنذارهم، وأن لا يستسلموا لهذه الألاعيب السياسية، التي لا يجني الشعب المظلوم منها، إلا الضرر والخسران».
«من لا يعرف بأن الشعب المسلم في إيران ــ وطوال أحداث الثورة الإسلامية في أوج التظاهرات المليونية ــ كان ينظر الى إسرائيل، مثلما ينظر إلى أمريكا، كعدوة لدودة له، وأوقف شحن النفط إليهم، وصب عليهم غضبه وتنفره منهم؟!».
«ألم تحن إلى الآن، المرحلة التي تستدعي التخلي عن الأهواء النفسية وتركيز مبادئ الأخوة والمودة الصادقة بين المسلمين، وطرد أعداء البشرية من مسرح الحياة ، ووضع نهاية لحياتهم القبيحة المليئة بالظلم والعدوان؟».
«فقد جاء في الحديث النبوي الشريف، أنه لو نادى أحد المسلمين بنداء " يا للمسلمين "، ولم يلبي نداءه أحد، فهؤلاء ليسوا بمسلمين.. إنهم يصرخون الآن، وأنا معهم، من هذا المكان: يا للمسلمين، يا مسلمي العالم، أيتها الحكومات التي تدعي الإسلام، أيتها الشعوب المسلمة في العالم، لبوا نداء الإسلام، لبوا نداء المظلومين الرازحين تحت ضغط القوى العظمى، أعينوا هؤلاء الأطفال الصغار الذين فقدوا آبائهم وأمهاتهم، ساعدوا هذه البلدان التي تعرضت لهجوم القوى العظمى، أعينوا انفسكم، أعينوا شعوبكم».
«إنني اعتبر مساندة المشروع الذي يمنح الاستقلال والاعتراف الرسمي لاسرائيل، فاجعة كبرى للمسلمين، وانتحارا للحكومات الإسلامية، واعتبر معارضة ذلك فريضة إسلامية كبرى».
«إننا نكرر مرة أخرى، توجيه حديثنا للحكومات الإسلامية، و بالأخص حكومات المنطقة، ونطالبهم أن ينهضوا، من أجل حفظ شرف وكرامة وأرواح وأموال الشعوب المسلمة، وأن يتحدوا معنا ومع سوريا وفلسطين للدفاع عن عزة وشرف الإسلام والعرب، لقطع الأيادي الأثيمة، وإبعادها عن بلادهم الغنية وإلى الأبد، وأن لا تفوت الفرصة المتاحة الآن للقيام بذلك، فلن ينفع الندم غدا».
هذه هي نداءات الإحياء.. نداءات العزّة.. نداءات الثقة بالله وبقدرته الإنسان على مواجهة التحديات.. وستبقى خالدة خلود الفطرة.. وخلود دعوة الإسلام إلى الحياة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية