حديث التقريب ...
الثورة الاسلامية في ذكراها السادسة والاربعين / دروس وعبر
![الثورة الاسلامية في ذكراها السادسة والاربعين / دروس وعبر](https://taqrib.ir/upload_list/source/News/1403/news1403_0871.jpg)
الثورة الاسلامية في ذكراها السادسة والاربعين / دروس وعبر
تدفقت الجماهير في المدن الايرانية لتخرج في مسيرات حاشدة إحياء للذكرى السادسة والاربعين لانتصار الثورة الاسلامية في ايران، بقيادة الامام الراحل السيد الخميني قدس سره.
وفي ظاهرة هذه المسيرات دروس وعبر.
الدرس الاهم هو صمود هذه الثورة أمام الأمواج العاتية من التحديات الداخلية والخارجية، وقدرة الامة في ايران على مواجهة هذه التحديات الهائلة.
في الذكرى الثالثة لانتصار الثورة الاسلامية صدر كتاب "الاسلام يقاوم" بيّن فيه الكاتب ما واجه ايران بعد الانتصار من تحديات سياسية واعلامية وامنية وعسكرية تفوق كل تصوّر، حتى راح المراقبون يستغربون من صمود الجمهورية الاسلامية أمام هذه الجبال من الحرب الشرسة في جميع المجالات.
واليوم وبعد مرور ستة واربعين عاما على ذلك الانتصار لا تزال صامدة كالجبل الشامخ، رغم ازدياد هذه الضغوط وتنوعها من قبل أمريكا والاتحاد الاوروبي، ورغم ما نراه من ظلم بعض ذوي القربى في المنطقة وفي الساحةالعربية.
ولو تحرینا سبب هذه الصمود، لوجدنا أن العامل الاول هو عامل عقائدي. التفاف الأمة حول القيادة.. والصبر الاسطوري الذي يتحلّى به الشعب الايراني، ووقوفه رغم ما يعانيه من صعوبات الى جانب المظلومين والمضطهدين في فلسطين وغيرها... و... يعود كله الى عامل عقائدي، فالاسلام ربّى أبناءه على الصبر والمصابرة وتقوى الله سبحانه ﴿ٱصۡبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ﴾، وعلمهم أن يتوكلوا على الله وذلك كاف للتغلب على الصعاب: ﴿ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُ﴾ وعلمهم أن العدوّ لا يستطع ان ينالهم الاّ احدى الحسنين: ﴿هَلۡ تَرَبَّصُونَ بِنَآ إِلَّآ إِحۡدَى ٱلۡحُسۡنَيَيۡنِ﴾.وعلمهم أن يعملوا في كل المجالات التي تقوّي شوكة المسلمين، فعملهم هذا هو بعين الله. ﴿ وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَ﴾..
علمهم أن الله وليّ المؤمنين وهاديهم الى طريق النور: ﴿ ٱللَّهُ وَلِيُّ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ يُخۡرِجُهُم مِّنَ ٱلظُّلُمَٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ﴾ وعلّمهم ... وعلّمهم دروساً تصب ّكلها في الاستقامة على الطريق، وفي عدم الخشية من غير الله سبحانه: ﴿ ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنࣰا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةࣲ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلࣲ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءࣱ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ يُخَوِّفُ أَوۡلِيَآءَهُۥ فَلَا تَخَافُوهُمۡ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾.
الأمة في ايران أعلنت انتماءها الى الرسالة الاسلامية في شعاراتها ومواقفها العملية وفي دستورها وعلى لسان قيادتها، وبذلك نصرت الله سبحانه، وتحقق وعدالله فيها: ﴿إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرۡكُمۡ وَيُثَبِّتۡ أَقۡدَامَكُمۡ﴾
لقد أراد أعداء الأمة لقرون أو قل لقرنين على الاقل إن يفصلوا إيران عن دائرة الامة الاسلامية، تحت شعارات عنصرية وطائفية أرادوا أن يربطوا تاريخ ايران بما قبل الاسلام، ويصوروا الاسلام بأنه عامل هدم للحضارة الفارسية القديمة، وأنه لا سبيل لتقدم الايرانيين الاّ بالتخلص من أثار ماسموه (الغزو العربي) لايران!! ... راحوا يصورون العرب بأنهم معادون للايرانيين، وبذلك مهّدوا للعلاقات مع العدوّ الصهيوني، على قاعدة (عدوّ عدوّي هو صديقي)، استخدموا لتحقيق هذا الهدف الاعلام والكتب الدراسية ومراكز الابحاث، لكن الثورة الاسلامية سطعت بنورها لتزيل كل هذا الزبد وليبقى ما ينفع الناس ﴿فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذۡهَبُ جُفَآءࣰۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمۡكُثُ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾.
نعم... اراد طواغيت الارض ان يجعلوا إيران قاعدة لمكرهم .. قاعدة لتآمرهم على العالم الاسلامي، قاعدة لدعم العدوّ الصهيوني في المنطقة، لكن الله سبحانه زلزل هذه القاعدة لتتحول الى قاعدة لدعم قضايا الامة المصيرية وعلى رأسها القضية الفلسطينية ﴿قَدۡ مَكَرَ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡ فَأَتَى ٱللَّهُ بُنۡيَٰنَهُم مِّنَ ٱلۡقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّقۡفُ مِن فَوۡقِهِمۡ وَأَتَىٰهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ﴾.
ستبقى الجمهورية الاسلامية تحتفل باذن الله على مرّ السنين بذكرى النصر الإلهي المبين، لانه من أيام الله ومن شعائر الله: ﴿وَمَن يُعَظِّمۡ شَعَـٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقۡوَى ٱلۡقُلُوبِ﴾.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الشؤون الدولية