حديث التقريب ..
الإرهاب وخلفياته
الإرهاب وخلفياته
لقد تعرّض مزار الشهيد القائد قاسم سليماني إلى حادث إرهابي ذهب ضحيته العشرات من الشهداء والمصابين.
كان الآلاف من زوار مرقد الشهيد في مدينة كرمان يحيون الذكرى الرابعة لاستشهاد بطل المقاومة الذي قضى على دولة الإرهاب الداعشية، وإذا بانفجارين ارهابيين متتاليين أدى إلى إصابة الأطفال والنساء والأبرياء المحتشدين في المكان.
ادّعت داعش أنها المنفذة لهذين الانفجارين سواء صحّ هذا الادعاء أم لم يصح فإن المؤكد أن وراءه القوى التي تريد الانتقام من محور الذي بدأ يهزّ الحضور الأمريكي في المنطقة وبدأ ينذر بزوال اسرائيل من الوجود.
ليس هذا رجمًا بالغيب وإنما يؤيده من صرّح في الادارة الأمريكية بأن داعش هي من صنيعتهم.
إنّ الحضارة المادية الغربية تفرز كل عجيب في عالمنا المعاصر، تساند أكثر البلدان دكتاتورية وأبعدها عن الديمقراطية وتدعي في الوقت نفسه أنها تدعم حرية الشعوب وسيادتها وحرياتها!!
إنها تساند أشدّ الارهابيين والقتلة والعنصريين وأصحاب الابادة الجماعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بينما تصف المقاومين والمدافعين عن أرضهم وعرضهم بأنهم إرهابيون!!
تدعى إدانة الإرهاب بينما تصدّر أفظع الإرهابيين من الدواعش وأمثالهم إلى العالم الإسلامي!!
الساحة العالمية تشهد اليوم ضياع القيم بسبب هذا العبث الذي تمارسه الحضارة الغربية في إهلاك الحرث والنسل.
إن الدعوة جاءت من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الشيخ الدكتور أحمد الطيب بمناسبة حادثة كرمان بشأن ضرورة العمل على ايجاد استراتيجية عالمية للقضاء على الإرهاب وتخليص العالم من شروره وتحقيق الأمن والسلام للأفراد والمجتمعات، وجاء التعليق على هذه الدعوة من قبل الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية فضيلة الشيخ الدكتور حميد شهرياري بالقول:
«إنها دعوة تتناغم مع آمال كل المهتمين بمستقبل العالم الإسلامي، ولو أُخذت بمأخذ الجدّ وتهيّأت لها المقدمات لوجدت تجاوبًا إسلاميًا وعالميًا منقطع النظير، خاصة لو أُخذ بنظر الاعتبار تسليط الضوء على الأسباب الحقيقية لظاهرة الارهاب، والكشف عن خلفياتها الكامنة في الحضارة المادية الغربية التي تصدر الارهاب إلى العالم الإسلامي خاصة تحت عناوين داعش وأخواتها.
ولقد حمل موقعكم مقالات لكتّاب واعين تضمنت عبارات: «إن الإنسانية التي تدعيها الحضارة الغربية قد ماتت» و«إن الحضارة الغربية قامت أساسًا على قيم غير أخلاقية.. وإن موت الغرب مسألة وقت».
ألا يستدعي ذلك أن نفكر بجدٍّ في «إحياء» الحضارة الإسلامية على مستوى المتطلبات الراهنة، أو ما نسميه في إيران الحضارة الإسلامية الحديثة؟
ألم يحن الوقت لنغرس في الاذهان والنفوس فكرة إن المشروع الحضاري الإسلامي هو الحل الوحيد لإنقاذ عالمنا الإسلامي بل العالم كله من شرور الإرهاب والتخلف والاذلال؟
إن الأزهر الشريف مؤهل لحمل هذه الراية، وسيجد الشعوب والمؤسسات (نحن منهم) تنضوي تحت لوائه، للتوجه نحو صناعة المستقبل الأفضل» انتهى تعليق الشيخ شهرياري.
إن التعاون من أجل تحقيق هذا الهدف الكبير أكبر عامل على التقريب بين المذاهب والشعوب الإسلامية، ومن الله التوفيق
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية
الشؤون الدولية