آية الله الاراكي في حوار مع قناة ( HTV ) الباكستانية : سبل حل مشكلات العالم الاسلامي بأيدي الدول الاسلامية

آية الله الاراكي في حوار مع قناة ( HTV ) الباكستانية : سبل حل مشكلات العالم الاسلامي بأيدي الدول الاسلامية
آية الله الاراكي في حوار مع قناة ( HTV ) الباكستانية : سبل حل مشكلات العالم الاسلامي بأيدي الدول الاسلامية

أكد الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية ، أن سبل حل مشكلات العالم الاسلامي بأيدي الدول الاسلامية ، مشيراً الى أن بوسع البلدان الاسلامية تسوية خلافاتها من خلال تأسيس اتحاد للدول الاسلامية .

جاء ذلك في حوار سماحته مع قناة ( HTV ) الباكستانية ، مسلطاً الضوء على العديد من القضايا و التحديات التي تواجه العالم الاسلامي في الظرف الراهن لاسيما الاحداث في سوريا و الارهاب التكفيري الممثل بـ " داعش " ..

في معرض حديثه عن الاحداث في البلد المسلم سوريا ، و تعليقه على التدخل العسكري لبعض الدول في هذا البلد ، قال آية الله الاراكي :  ليس من حق أميركا أو أية دولة أخرى التدخل في سوريا . لافتاً الى ان اول من حاول التدخل في سوريا هي اميركا و حلفاؤها و حلف الناتو ، تحت ذريعة محاربة داعش . و مشيراً الى أن مزاعم الاميركيين بأنهم وحدهم الذين يحق لهم محاربة داعش ، و لا يحق لروسيا ذلك ، كلام غير منطقي تماماً .  

و أضاف آية الله الاراكي : الروس يعتقدون بان اميركا لا تواجه اي خطر من ناحية داعش لانها  تقع في قارة بعيدة عن داعش ، أما  روسيا  فهي قريب من منطقة الصراع ،  و أن الكثير من الذين يقاتلون في سوريا حالياً هم  من دول آسيا الوسطى و روسيا ، و أنه من الممكن ان تشكل هذه الميليشيات تهديداً امنياً  لروسيا بمرور الوقت . و لهذ ترى  روسيا أن من حقها التدخل في سوريا  لدرء الخطر عنها ، و  بمثابة اجراء احترازي لمواجهة المخاطر الامنية التي تهددها و دول آسيا الوسطى .

و تابع سماحته : لو أن الدول الاسلامية تعاونت فيما بينها لكان بالامكان حل الازمة السورية و تسويتها . اذا كان ثمة اشكال حقاً في سياسات الحكومة السورية ، فأن بالامكان حل هذه الاشكالات عن طريق الحوار و التفاهمات السياسية . و أن الرئيس بشار الاسد أعلن كراراً بانه مستعد للحوار و الحل السياسي . فاذا كان مستعداً للتفاهم و الحوار للتوصل الى حلول سياسية ، فلماذا هذا الاصرار على تأجيج فتيل الحرب في سوريا ؟ .
 
و مضى آية الله الاراكي يقول : في العراق الوضع بهذه الصورة ايضاً . لو ان اميركا و حلفاءها لم يدخلوا الى العراق و لم يتدخلوا في الحرب ضد داعش ، لما كانت روسيا  قد تدخلت . لذا لا يمكن القول أنه يحق لاميركا التدخل ، و لا يحق لروسيا ذلك .

و أشار الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية : أن من الخطأ استمداد العون من الاجانب . فلو أن الدول الاسلامية كانت تثق ببعضها ، و تضامنت فيما بينها ، و استمدت العنون من بعضها البعض ، لكان بالامكان حل جميع المشكلات و تسوية معظم الخلافات دون الحاجة الى تدخل الاجانب .  

و أوضح آية الله الاراكي : أننا نؤمن بأهمية  تأسيس اتحاد للدول الاسلامية يتولى مهمة  البت في الكثير من القضايا  و التحديات التي تواجه  العالم الاسلامي . فلو كان لدينا اتحاداً قوياً ، لكان بوسعه التعاطي مع العديد من المشكلات التي تواجه  مصر و ليبيا و سوريا و العراق و مشكلات العالم الاسلامي الأخرى ، و البحث عن حلول لها .
 
و أكد سماحته : أن سبل حل مشكلات العالم الاسلامي بأيدي الدول الاسلامية . إذ ينبغي للدول الاسلامية أن تعمل على تأسيس اتحاد يضمّ مراكز و مؤسسات تأخذ على عاتقها مهمة تسوية الخلافات ، و لم تعد ثمة حاجة لأن نمدّ ايدينا الى الامم المتحدة و محكمة لاهاي و المنظمات الدولية الأخرى  لطلب المساعدة .  

و أضاف آية الله الاراكي : لمن المعيب و المخجل بالنسبة للدول الاسلامية أن تلجأ الى المحاكم الاجنبية لفض النزاعات التي تطرأ فيما بينها . فإذا ما تم تأسيس اتحاد للدول الاسلامية ، فأن بوسع هذا الاتحاد تشكيل محكمة مشتركة تتفق عليها الدول الاسلامية ، تأخذ على عاتقها مهمة النظر في القضايا موضع الخلاف و النزاع بين الدول الاسلامية .

و تابع الامين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية :  أننا ندعو كافة المخلصين من العلماء و الساسة و النخب الفكرية و الثقافية و الاحزاب السياسية في العالم الاسلامي ، للعمل على جعل فكرة تأسيس اتحاد للدول الاسلامية  مطلباً عاماً ، و اتخاذ كافة الاجراءات الكفيلة بتجسيد هذه الفكرة عملياً ، التي تعتبر في غاية الاهمية  و احد التوجهات الاسلامية .
يتبع ............