وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 362/
وإن نظرةفاحصةمستقرية تسوغ لنا أن نحكم بأن أكثر شرور الناس بعضهم مع بعض سببها التظنن، وتتبع العورات والهفوات، ولقد قال الله تعالى: ((إن الظن لا يغني من الحق شيئا))، لأن الشخص يتظنن في الآخر، ثم يندفع وراء هذا التظنن إلى القول الجارح، ثم إلى الفعل الآثم، فيكون التنابز والتدابر، فمع التظنن دائما التجني.
ولذلك منعه الأسلام في علاقةالمسلم بأخيه المسلم.
9 الحصن الثاني الذي يحفظ المودةو يصونها ذو عناصر ثلاثةيقوم عليها بنيانه - أولها - منع الكبر، وثانيها البر، وثالثها الرحمةفي موضعها.
فأما الكبر فانه استعلاءعلى الناس، بظهر غيره في المنزل الدون، والمكان الهون، وهو في السماك الأعزل، ويظن إنه من غير الطينةالتى تكون منها معاشروه، فإن مع الكبر يكون البعد عن الناس، ويكون غمط حقوقهم: إذ أن أساس الاعتراف بالحق دائما الإحساس بالتساوي، والمتكبر لا يحس بهذه المساواة، ولذلك يقول (صلى الله عليه وآله وسلم): ((الكبر بطر النعمة وغمط الناس)).
ولكى يتجنب الناس الكبر نهى الإسلام عن الغرور، واعتبر أعظم الشر أن يدلى الإنسان في الآثام بغرورها، ويقول سبحانه: ((ولا يغرنكم بالله الغرور)) ونهى الإسلام عن الخيلاء، وأمر المؤمنين أن يتناولوا من الطيبات من غير إسراف ولا خيلاءفقد قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ((كلوا واشربوا والبسوا في غير ما سرف ولا مخيلة)). ووصف الله سبحانه المؤمنين بالتطامن والتواضع: أذلة على المؤمنين، أعزةعلى الكافرين، فقد قال تعالى: ((ومن يرتد منكم عن دينه، فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلةعلى المؤمنين، أعزةعلى الكافرين)).
وإن الغرور والخيلاء والكبر، والفخر عناصر يغذي بعضها بعضا، فمن الغرور تتولد الخيلاء، ومن الخيلاء ينبعث الفخر، ومنها جميعا تتولد الكبرياء، وقد نهى الله تعالى عن الافتخار والاختيال فقال: ((إن الله لا يحب كل مختال فخور)). ونهى