وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 361/
تختلفون، ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن يضل من يشاء ويهدى من يشاء ولتسألن عما كنتم تعملون، ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم، ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلا، إنما عند الله خير لكم إن كنتم تعلمون ".
إن الناظر نظرة عميقة إلى هذا النص الكريم المقدس، يجده يشير إلى ثلاثة أمور جليلة:
أولها: أن الباعث على الغدر في الدول هو الرغبة في أن تكون أمة أربى من أمة، أي أكثر عدداً وأقوى قوة، وأكثر موارد وثروة، وإن ذلك إن اتخذ الغدر طريقا قد يأتي بنقيضه، ولذا قال في هذا النص: (ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم) أي طريقاً للغش، فتزل قدم بعد ثبوتها، وتذهب القوة والحصانة التي أوجدها العهد، ولا يدري إلا الله ما يكون نتيجة لهذا الغدر الآثم.
الأمر الثاني: أن الله سبحانه وتعالى خلق بني آدم من أصل واحد، ولو شاء لجعلهم أمة واحدة متحدة الجنس، واللون، واللغة، والمعرفة، ولكن خلق هذه الأمور ليميز الإرادات الإنسانية التي تتجه نحو السمو والعلو عن الإرادات الأرضية التي تكون لصيقة بالأرض وأهواء النفس، وبذلك يسير الناس في هذا المعترك الإنساني، وقد أرهفت قواهم، وصقلت مداركهم، وكانت لهم إرادات نحو الخير وإرادات نحو الشر، ويجزي الله المحسن إحسانا وعاقبة المسيء ما تسوءه.
الأمر الثالث: الذي يشير إليه النص الكريم هو أن السلم المستتب الذي تنظمه المعاهدات الدولية، ويكون هو أساسها هو المقصد الأسمى والمطلب الأعظم ولذلك شبه سبحانه وتعالى الذي ينقض العهود بعد توكيدها بالتي تغزل غزلا لها، خيوطه مطلب ومأرب لها، تم تنقض ذلك الغزل بيدها.
6 ـ وبهذا يتبين أن القرآن إذ يدعو في كثير من نصوص عامة إلى الوفاء بالعهود بين الآحاد والأمم، ويخص العهود التي تكون بين الأمم بنص خاص بها، وهو النص الذي ذكرنا، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد حث في طائفة كبيرة