وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 305/
وجعل أهلها شيعاً يستضعف طائفة طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين " فهذه الطائفة التي كان يستضعفها ويظلمها إلى ذلك الحد ـ حد قتل الأبناء واستحياء النساء ـ هي طائفة بني إسرائيل، فأرسل الله تعالى إليها موسى (عليه السلام) لينقذها من هذا الذل، ويخلصها من حكم فرعون الظالم، وينشئ لها دولة صغيرة في غير مصر، لأنها لا تقوى أن تتغلب على المصريين، وقد بلغوا ما بلغوا من استعبادهم لها، واستبدادهم بأفرادها، وظلمهم لهم إلى ذلك الحد السابق، فطلب موسى (عليه السلام) من فرعون أن يرسلهم معه بني إسرائيل لينشيء لهم هذه الدولة الصغيرة فأبى فرعون أن يرسلهم معه، وأبى إلا أن يبقوا تحت حكمه في ذلك الضعف، يقاسون فيه ما يقاسون من ضروب الذل، ويلاقون فيه ما يلاقون من أنواع المهانة، فلم يجد موسى (عليه السلام) إلا أن يهرب بهم إلى سينا، وقد تبعهم فرعون ليردهم إلى مصر، فأنجاهم الله منه بمعجزة من معجزاته، لا بقوة منهم استعملوها في الدفاع عن أنفسهم، لأنهم لم يكن لهم في تلك الحال التي قاسوا فيها ما قاسوا قوة ولاحول ولكنهم لم يكادوا يصلون إلى سينا حتى شعروا بعجزهم عن إنشاء هذه الدولة الصغيرة، وإخراج من كان فيها من أهلها، وكان موسى (عليه السلام) قد بعث منهم إثنى عشر نقيبا ليتعرفوا عليها قبل أن يسيروا لفتحها، كما قال تعالى في الآية ـ 12 ـ من سورة المائدة: ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم إثنى عشر نقيبا وقال الله إنى معكم " الآية ـ فلما وصلوا إليها وشاهدوا أهلها أدركهم الجزع والفزع، ونسوا ميثاق الله عليهم ووعده بفتحها لهم، وقوله لهم (إني معكم) ومن يكن الله تعالى معه فلا غالب له وإن بلغ في القوة ما بلغ، لأن قوة الله أقوى من كل قوى، وهو واهب القوة للأقوياء فلا يمكن أن تغلبه قوتهم وهو الذي وهبها لهم، فنسوا كل هذا، وأخذوا حين رجعوا إلى قومهم يهولون لهم في أمر من شاهدوهم، في الأرض التي وعدها الله تعالى لهم، فزادوهم ضعفا على ضعفهم، حتى خارت نفوسهم، وأدركهم من الجبن ما أدركهم، وقد أخذ موسى (عليه السلام) يذكرهم بوعد الله تعالى لهم، وبما كان له