وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 281/
ابن المهلب بن أبي صفرة الأزدي اليمني بولاية العراقين، فإنه أول يمنى نال هذا الجاه العريض، لبت يزيد والياً عليها على كره في كثير من نفوس رجالات الدولة، ولهذا أراد عمر بن عبد العزيز فور توليه الخلافة محاسبته للتنكيل به لولا فراره منه، ومعاجلة المنية للخليفة، فلما ملك الخلافة يزيد بن عبد الملك لم يسع يزيد بن المهلب إلا مناصبته العداء، والخروج عليه، بل المحاولة لانتزاع الخلافة من بني أمية إلى بني المهلب واليمنيين، ولكن طاش سهمه ووقع صريعاً في الميدان في حديث طويل سنذكر عنه كلمة قصيرة بعد، فلما انتكث فتله ودالت دولته، وخفت صوت المهالبة بعد أن ملئوا الأسماع، وأرهبوا المنطوين على الحقد عليهم حيناً من الدهر ـ انطلقت بعدئذ ألسنة الشعراء من عقالها، ونفثوا ما في صدورهم من كراهة وحقد، وتلاقت سهامهم في الاتجاه صوب غرض واحد وهو قذف اليمانين بالمثالب، واتهامهم بالعداء القديم للمضريين وانتهاز الفرص لقلب الأوضاع، وقد خفف هذا الالتفات من حدة العراك الأولى التي كانت تثور بين الشعبين: القيسي والخندفي، أو بين القبيلتين منهما، وما أكثرها إلى أواخر الدولة المروانية.
وقبل ذكر شيء مما قيل في ذلك يحسن أن يقدم عليه طرف من سيرة يزيد بن المهلب إذ كان سبب هذا التحول، والحديث عن المهالبة طويل يلزم تأخيره إلى المقال التالي إن شاء الله.