وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 272/
في اليأس (خندف) وهنا الوفاء بالوعد للإفادة عن الأمرين في هذا العلم: بيان طروه على العلم الوضعي لها في ميلادها، وسبب تغلبه في بنيها على علم أبيهم.
خندف وبنوها:
من الأحاديث الآنفة عرف أن اليأس تزوج ليلى، وفي حديث اليوم نضيف أنهما أعقبا ثلاثة: عامر وعمرو وعمير. ولقد ساق القدر ظروفا استوجبت التغيير في أسمائهم، كما استوجبت أخرى تغييراً في اسم أبيهم، وهكذا الدهر ذو غير، يضاف إلى هذا البحث في السبب المقتضي تغليب جانب الأم على الأب.
فانضوى الأبناء تحت لواء علم أمهم، وانطوت راية أبيهم دونهم.
وما أشق التنقيب عن معلومات يد الدهر صانعتها. فإنه يستتبع تصفح الماضي مع الوقوف عند المناسبات حتى يعثر على الأسباب التي تأتي كثيرا عفوا في أوانها، وفي النقول الآتية ما يكفل الاجابة عن الأمرين معاً: التغيير في اسم الأم وأبنائها وإيثار اسم الأم على الأب في التعريف بالأبناء.
النصوص الواردة:
في سيرة ابن هشام: " ولد اليأس بن مضر ثلاثة نفر: مدركة بن اليأس، وطابخة بن اليأس، وقمعة بن اليأس، وأمهم خندف امرأة من اليمن، وهي خندف بنت عمران بن الحاف بن قضاعة … وكان اسم مدركة عامراً واسم طابخة عمرا، وزعموا أنهما كانا في إبل لهما يرعيانها، فاقتنصا صيداً، فقعدا عليه يطبخانه، وعدت عادية على إبلهما، فقال عامر لعمرو: أتدرك الإبل أم تطبخ هذا الصيد؟ فقال عمرو: بل أطبخ، فلحق عامر بالإبل فجاء بها، فلما راحا على أبيهما حدثاه بشأنهما، فقال لعامر: أنت مدركه، وقال لعمرو: أنت طابخة ".
قال السهيلي: " وفي الخبر زيادة، وهو أن اليأس قال لأمهم (ليلى) … وقد أقبلت تخندف في مشيها: مالك تخندفين "؟.
فسميت خندف، والخندفة في اللغة: سرعة المشي، وقال لمدركة: وأنت