وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صحفة 33 /
بين المقدم والتالي، وهل الاعتراض وارد على الملازمة، أو على بطلان التالي، واقرأ ان شئت كتب أصول الفقه، كالاحكام للآمدي، ومختصر ابن الحاجب، وشرح العضد، وحواشي السعد والسيد عليه، بل اقرأ جمع الجوامع وشروحه وحواشيه، واقرأ كتب أصول الدين، كالمواقف والطوالع ومحصل أفكار المتقدمين والمتأخرين، وتهذيب المنطق والكلام لسعد الدين التفتازاني، تجد أفكارهم جميعا في العلم مصطبغة بالصبغة المنطقية، فهم يوردون استدلالاتهم وبرهاناتهم على طريقة المناطقة، وليس ذلك منهم تقليداً للمنطق، إنّما ذلك لأنهم علموا صدقه وفائدته، وعلموا أنه كشف عن قوانين الله في النفس الإنسانية والتفكير الإنساني.
والناقد قد ظن أن قانون التناقض قد وضعه في النفوس الفلاسفة اليونانيون الذين وضعوا المنطق، فلما كره الفلاسفة اليونانيين كره قانون التناقض، وكره من يدافع عنه.
واني أستطيع أن أؤكد للناقد، وللناس جميعاً، أن واضعي المنطق لم يخلقوا قانون التناقض في نفوس الناس، وإنّما الذي خلقه في النفوس وركزه في الطباع وبنى العقل الإنساني عليه هو الله تعالى، وإنّما فضل المناطقة في أنهم كشفوا عنه وعلموه موجوداً في الفطرة الإنسانية، فليس أرسطوا هو الذي أحدثه، ولا هو الذي ركزه في الطباع، لأن الناس كانوا يفكرون قبله بقانون التناقض، وكذلك قل مثل هذا في الاشكال الأربعة، وفي أضربها المنتجة، وليس له من فضل الا أنه نظر في نفسه، ولاحظ عقله حين يفكر فكشف عن هذه القوانين.
ومثل قانون التناقض في ذلك مثل قانون الجاذبية: ليس الطبيعيون هم الذين أوجدوا الجاذبية بين الاجسام، فقد كان ذلك قبل الطبيعين وبعدهم، إنّما فضلهم أنهم كشفوا عنه، ومثل ذلك في المحسات مثل مناجم الذهب ـ ليس المعدنون هم الذين أوجدوها إنّما هم كشفوا عنها، والله هو الذي أوجدها وكونها