وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 59/
الدسائس الاستعمارية:
و اذ تلكمنا عن اتحاد المسلمين في العراق، فينبغى أن لا ننسى الدسائس الاستعمارية، فلا يظن جنان أن الانكليز يئسوا من العراق، وكفوا عن دسائسهم المعروفة، ورفعوا اليد عن تفريق كلمة المسلمين، كلا فإنهم استأجروا أناساً يهاجمون الشيعة باسم أهل السنة وأهل السنة منهم براء، وأناساً بهاجمون أهل السنة باسم الشيعة والشيعة يلعنونهم، ولاولئك المستأجرين صحف تهاجم الفريقين، فإن الشيعة وأهل السنة جميعاً شعروا بهذه الدسائس وعرفوا المستأجرين وصحفهم واحتقروهم ونبذوهم، ولما لم تكن لتلك الصحف قيمة في العراق ولا أثر، استأجروا في مصر بعض المتمصرين كي يؤلفون الكتب وينشرون الصحف لاثارة النعرات الطائفية ومطبوعاتها في مصر ويرسلونها إلى العراق، وكنت قبل أن أزور مصر أحسب فيمن يحسب أن لاولئك المستأجرين شأنا في مصر ولصحفهم وكتبهم أثراً، فلما زرت هذه البلاد علمت ولله الحمد أن المصريين لا يعرفون شيئا عن تلك الصحف والكتب، وأنها تؤلف وتطبع سرّاً دون أن يعلم بها المصريون، وتنشر في العراق اللهم الا مجلة واحدة استغلت صلة محررها ببعض القائمين على مؤسسة دينية في مصر، فنشرت باسم تلك المؤسسة أكاذيب على الشيعة يعلم الله أنها مختلقة عليهم، منها ما قالته تلك المجلة عن الشيعة من أنهم يجيزون تكذيب النبي والعياذ بالله وأنهم يبيحون نسخ الاحكام الشرعية بعد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) .
و لما انتشرت تلك المجلة في العراق، حدثت ضجة عظيمة لا ضد أهل السنة بل ضد المجلة نفسها والمؤسسة التي تنتسب إليها، فأشفقت عليها، وكتب لها مقالا سهباً، لتخرج من غفلتها إن كان ما كتبته عن غفلة، وذكرت في ذلك المقال عدم وجود ما نقلته عن كتاب معين في ذلك الكتاب، والموجود فيه هو أن تكذيب النبي فيما ثبت عنه كفر وشرك، ولو لم يكن ذلك في الأُمور الدينية كاخباره مثلا عن كيفية خلق السموات، وأمثال ذلك من الأُمور التي لا تتعلق بالدين، وكنت أظن أن الحرص على مصلحة الإسلام أو الإنصاف والوجدان،