وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 39 /
في صرح نظام الحكم الإسلامي، وأكبر نكبة أصابت المسلمين، فلقد كانت نكبة أمتد أثرها الفادح إلى النزاع على الخلافة من بعده بين الإمام علي رضي الله عنه ذلك الإمام العظيم الطاهر ومعاوية بن أبي سفيان، وقد وصل الخلاف إلى تدخل عائشة رضي الله عنها، وكانت الطامة الكبرى فقام النزاع المسلح وتفرق المسلمون شيعاً وأحزاباً، وتبلبلت الأفكار، وقاسى الإمام علي من هول هذه الفتنة ما قاسى، فتنة
لم تصبه في شخصه وذريته فحسب، وإنما كانت فتنة أصابت الإسلام في صميمه .
وليعلم من هذه العبرة من لا يعلم أن المحاباة من الحاكمين من أقوى الأسباب لإثارة النفوس ودفع الناس إلى الثورات وتحطيم الأمم وقتل الأبرياء مع غير الأبرياء "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".
* * *
استقلال القضاء:
أسلفنا فيما سبق معنى الديمقراطية في الإسلام، فهي قائمة على نزاهة الحاكمين ليسكنوا مثلاً صالحاً وعلى أن ولي الأمر فيهم يختار بالبيعة، وأن الأُمة تراقب أعماله وألا طاعة عليها له إذا خرج على نصوص الدستور الإسلامي وتنكر لها، والأمة رقيبة على ذلك كله، وألا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد رأينا مما سبق كيف يناقش المحكومون الحاكمين ويراقبونهم، وكيف كان الحاكمون يخضعون لرأي الشعب بل يحضونه على أن ينقد ويهدد، ويكفي أن تعلم أن عمر بن الخطاب كان يحض أمته على مراقبته، وقد قال للشعب في إحدى خطبه: "لا خير فيكم ما لم تقولوا، ولا خير فيّ ما لم أسمع" .
وهاك مثلاً واحداً يشعرك بما كان للقاضي من حصانة واستقلال واحترام كان علي رضي الله عنه أميراً للمؤمنين، ورأى في تطوافه يهودياً يحمل جوشناً أدي درعاً، وكان هذا الدرع ملكاً لعلي ضاع منه، وطلب الخليفة من اليهودي أن يرد إليه الدرع فرفض مدعياً أنه له، فلم يجد الخليفة وسيلة سويى الالتجاء إلى القاضي شريح، ذلك القاضي الكبير الذي مارس القضاء من أيام عمر، وقف