وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 313/
تحس المتحرر حتى تأخذ عليه الافاق، وتسد عليه الطرق، وقد رأيت عبدالمطلب برغم ذلك يتأتي الفرصة، ويسعي في مهل إلى خدمة ربه دون أن يحفظ قومه أو يريبهم فيفاجئهم شيئاً فشيئا بسنن وتنظيمات تعدهم لما يسميه (الحنيفية) من دين جده إبراهيم، ومن حكمته ـ في تأتيه الفرصة وتحينها ـ أنه بدأ بنفسه، فاجتنب الخمر على أنها رجس، ولم يحرج قومه بحملهم على اجتنابها، مكتفياً بهذه السلبية التي تقبح عادة من عاداتهم، وتسفه حلما من
أحلامهم، وتنزل من عقول عقلائهم منزل القدوة، ثم فارقهم في حقيقة دينهم كله بسلبية أخرى دون إكراه، وذهب إلى غار (حراء) يتحنث وينسك معتزلا آلهتهم متوجهاً إلى إلهه بصومه وعبادته، مكتفياً أيضاً بسلبية تحقر الاوثان تحقيراً غير مباشر، وتشنع على الوثنية والوثنيين تشنيعا دوى في صدور الاحناف، ثم تجاوز حقل الدين إلى حقل الحياة بثورة أخرى على شكل آخر، فأهان (أسافاً ونائلة) إلهي النحر والاضحيات، بحفره عندهما بئر زمزم، وقده تكلف بهذه الثورة بعض الجهد، واحتمل بعض المشقة، ولكنه انتصر، وأعلن من نصره هذا نصرين عظيمين، على الخرافة والتقاليد، انتصر على (أساف؟؟؟ ونائلة) باستخفافه بهما، وإعلانه ضعف خطرهما وانتصر على عجز الانسان باكتشافه ماء زمزم: هذه البئر التي لا تنزف أبداً ولا تذم. ثم كانت له آيات أحدثت في سور القوم المسحور كثيراً من الصدوع، وفتحت به كثيرا من اثغر، في جهاد صادق كان يصرع الاوهام في هذا البلد شيئاً بعد شيء، ويؤلب عليها أهله والاقرب من عشيرته وصديقه، فإذا جاء اليوم الخطير وجد طريقه ممهدا.
قال عمار: ولماذا لم ينصره ـ يا أبت ـ ربه نصراً حاسما بآية كطير أبابيل، وما باله يؤتيه النصر شيئا بعد شيء كالمدين المطول لا تطيب نفسه بالوفاه جملة، فيسدد دينه أقساطا.
قال ياسر: هذه مسألة قد يكون علمي أقل من الجواب عليها: وقد يكون عند أبي طالب حلها أو بعض حلها، ولكني أظن رب عبدالمطلب ربا في قدرته الهائلة غنيا في ذاته، وإنه في قدرته الهائلة رب رؤوف حليم غير ذى انتقام،