وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 300/
و براً بالعدو الذي أدركه الوهن، لانانحاربه شهوة في الحرب، أو قصداً للانتقام منه، وإنما نحاربه دفاعاً عن النفس، وحماية للدين، فإذا كف عن القتال كفنا عنه، وعاملناه بما ينبغي من البر، ولم ننتهز فرصة ضعفه لنشفي ما قام بنفوسنا من الحقد عليه، بل يجب أن يقوم الصفاء مكان الحقد، وأن يحل السلم محل الحرب لان الاصل في الإسلام أن تكون علاقته بالناس علاقة سلمية لا حربيه، فإذا زالت أسباب العلاقة الحربية وجب أن ترجع علاقته بالناس إلى أصلها، ولا يصح المضي في مخالفتها.
وقد يكون من البر بالانسانية في الحروب تقييد مقابلة الاعتداء بالاعتداء، بأن يكون بالمثل في قوله تعالى في الآية ـ 194 - من سورة البقرة: "الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوالله واعلموا أن الله مع المتقين" قاتلهم المشركون عام الحديبية في ذى القعدة، فقيل لهم عند خروجهم لعمرة
الشهر الحرام، وهتكه بهتكه فلا تبالوا به، فالحرمات قصاص، أي أن كل حرمة ـ وهي ما يجب المحافظة عليها ـ فيها القصاص فلما هتكوا حرمة شهركم بالصد عن العمرة، فافعلوا بهم مثله وادخلوا عليهم عنوة فإن قاتلوكم فاقتلوهم، واعتدوا عليهم بمثل ما اعتدو به عليكم شهراً بشهر فقط، واتقوا الله في شأن الانتصار، واحذروا أن تجاوزوا ما رخص لكم،
ويجوز بالاعتداء بالمثل في الزمن، يجب تقييد مقابلة الاعتداء بالاعتداء بالمثل في آلة الحرب، فإذا اعتدى علينا بالسيف اعتدينا به أيضا، ولا يصح أن نجاوزه إلى ما هو أشد فتكا، وإذا سعي العدو في ابتكار آلات حربية ليقاتلنا بها سعينا في ابتكار مثلها لندافع بها عن أنفسنا، فيكون شأننا في هذا مجاراة غيرنا في
آلات الحرب، وإنفاق أموال الشعوب في اختراع المدمرات، بدل إنفاقها فيما يطيب به عيشها، وتكمل به هناءتها، كما تفعل الأمم التي تتسابق الآن في اختراع