وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 269/
أيها الشيخ؟ فوالله ما تحرك سعيد ولاقام; فقال: بخير والحمد الله، فكيف أمير المؤمنين؟ وكيف حاله؟ فقال الوليد:
خير، والحمد لله; فانصرف وهو يقول لعمر: هذا بقية الناس!(1)
ولا أذكر أئمة المذاهب، وبلاءهم في ذات الله مما هو متعالم مشهور، ولكنى أنزل إلى من دونهم، فأذكر أبا يوسف صاحب أبي حنيفة، ويحيي بن يحيي الليثي صاحب مالك، وعاقل الأندلسي; فقد ترفع أو لهما عن أن يلي القضاء على أن لا يعين قاض في الشرق إلا برأيه; كما امتنع الآخر عن القضاء على أن لا يعين في الأندلس قاض إلا برأيه.
ولقد طغي سلطان الفقهاء في الشرق والغرب أحيانا على كل سلطان سواه; وموقف الحنابلة في الشرق مشهور، ووقعة الريض، أشهر المواقع الداخلية في الأندلس الإسلامية، كانت بين الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل، وبين الفقهاء، فقد انحرف الحكم عن سنن آبائه، فانهمك في اللذات، وعاقر الخمر جهارا، فتألب عليه الفقهاء بزعامة يحيى الليثي، وحرضوا الناس على نبذ طاعته، وأوعزوا إلى المؤذنين أن يعرضوا به على المآذن; فثار به أهل الريض (2) ولكنه تغلب عليهم وقبض على اثنين وسبعين كبيراً منهم فصلبهم، وهدم دورهم ومساجدهم فتفرقوا أيدى سبأ، بعد أن أعطوه درسا رده إلى رشده، وأعاده إلى نهج آبائه، من الاستقامة والسداد.
ويقول أمير المؤمنين عبد الرحمن الناصر، لقاضي الجماعة بقرطبة: منذر ابن سعيد البلوطي: بلغني أنك توصي باليتامى أوصياء يأكلون أموالهم; قال منذر: نعم، وينكحون أمهاتهم "باللفظ الغليظ". قال الناصر: ولمه؟ قال: لو رخصت لي في أن أضرب بالسياط ظهر أمثال الشيخ أبي إبراهيم المالكي لا جبرهم على قبول الوصياة، لحمدت أمرها; ولكن الامناء يأبونها، فلا أجد بداً من إسنادها إلى من لم يرضوك.