وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 259/
كالمنصور والمهدى والهادى وآخرين من القوم، وقد تمكن العباسيون الاولون من قمعها بشيء غير قليل من الغدر والقسوة والغلظة المتناهية على بني العمومة المذكورين، على أننا نرى أن شيوخ هذين البيتين من طالبيين وعباسيين عاشوا في صفاء تام في معظم عصور الدولة العباسية الاخيرة، وهي العصور التي منيت فيها الدولة المذكورة بالضعف الشديد. وفي هذه العصور أحدث منصب نقابة الطالبيين، وهو من المناصب الجليلة، وقد تولاه كثير من أشياخ الطالبيين ووجوه العلويين في العصور العباسية المذكورة، لذلك لا يصح القول اطلاقا بوجود علاقة أكيدة أو صلة مباشرة بين الثورات الطالبية المشار إليها، وبين انحلال الدولة العباسية.
و قد خصص أبو الفرج الاصفهاني الشطر الاكبر من كتابه المسمي: "مقاتل الطالبيين" بذكر زعماء آل أبي طالب الذين قتلوا في عصور الدولة العباسية عصراً عصرا، وقد ابتدأ بمن قتل منهم في خلافة المنصور الذي بزجميع العباسيين في ذلك، وقد حفلت عصورهم بهذه الاحداث إذا استثنينا عدداً قليلا من خلفائهم كالسفاح والامين والواثق بن المعتصم والمنتصر مالوا إلى محاسنة الطالبيين، وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب. قال أبو الفرج الاصفهاني: "بلغ منهم ما لم يبلغ أحد من الخفاء قبله إلى أن قتل، فعطف عليهم ابنه المنتصر. وكان يرى مخالفة أبيه المتوكل، ويظهر
ذلك العطف على أهل البيت، فلم يجر عليهم مكروه في خلافته".
كانت غلطة المتوكل في هذا الباب من الاسباب التي استحل بها ولده المنتصر هدر دمه كما هو معروف (1) وكان المتوكل يكره كل عباسي قبله ظهر منه شيء