وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 253/
بقي الكلام عن العمل، والشعوب لا تصاب بما هو أضر عليها من الكسل، إن الكسل إذا خيم على أمة أصابها بالانحلال المؤدى إلى الهلاك، إنه هو سل الشعوب، وميكروبها الفتاك، ونحن معاشر الشرقيين يكثر فينا المتبطلون حتى بين العاملين، وأقول المتبطلون لاؤدى معني انصرافهم عن الاعمال بإرادتهم، أو تخففهم منها عن قصد إيثاراً للكسل، وهذا
الداء متفش فينا، حتى العاملون منا يحبونه ويركنون إليه كلما اطمأنوا إلى خلوهم ممن يراقبهم أويحثهم، فالموظفون عددهم كبير، وإنتاجهم قليل، ولا تكاد تجد مشغولا بعمل صدر يومه يفكر فيه أو في سواه بعد انفلاته من دائرة شغله، ولا تكاد تجد لشبابنا مسلاة في بيوتهم تعود بالخير عليهم وعلى أمتهم، والمقاهى عامرة بروادها يقطعون فيها ساعات من ا لنهار والليل في لعب النرد أو الورق أو التندر على الناس، وتلاميذنا منصرفون عن دروسهم إلى ما ليس من شأنهم، والنساء في البيوت مضيعات لاثمن أو قاتهن في الاجتماعات والاحاديث، معتمدات على الخدم والمربيات في كثير من الاحيان، وهكذا، قوى معطلة أو مبعثرة لايعرف لها قيمتها، ولا نعمل على الانتفاع بها وتوجيهها فيما يعود على الأُمة بالخير، ونتركها تولد بيننا كثيراً من عوامل الضعف، وتخلق في مجتمعنا ألوان المشكلات، وأصناف الازمات.
لقد قرأت في بعض المجلات الاجنبية أن كبيراً من أهل أميركازار أوربا، وطاف كثيراً من مصانعها ومواطن نشاطها، فلم يرقه منهم ما سماه تراخياً في العمل، وبطأ في الإنتاج، وقال: إننا معشر الامريكين لو سرنا في ا لعمل على طريقة البط ء والكسل التي يسير عليها الاوربيون لاختلت بلادنا، واضطربت أحوالنا.
ترى ماذا كان يقول هذا الامريكى لو طوف في بلاد الشرق؟
* * *
ألا إن الأخلاق قوة، والعلم قوة، والعمل قوة، ولن تقوم أمة إلا إذا اجتمت لها هذه القوى الثلاث متضافرة، تسوس بها نفسها، وتعامل على ضوئها شعوب الارض أجمعين؟