وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 142/
في عصره، ولبعض علماء النسب من العرب كلمة قيمة أجمل فيها المفاخرة بين العدنانيين والقحطانيين فقال: "الجاهلية لليمن والإسلام لمضر" وقد أص اب هذا النسابة، وهو دغفل بن حنظلة(2) فيما قال، فمن الملاحظ أن جل مفاخر اليمن تعود إلى عصر الجاهلية، وحق لليمن أن يفخروا بماضيهم المجيد في الحضارة والصناعة والفنون، فانهم أنشأوا مدناً عظيمة وشيدوا قصورا ضخمة كقصر غمدان مقر التبابعة، وبنوا سد مأرب ومصانع المياه، وكان لهم ملوك وأقيال دوخو الارض واستولو على كثير من الاقطار، وهكذا نجدهم في سائر مفاخرهم يرجعون إلى أبعد عصور

ـــــــــــ
1- قال خالدبن صفوان، وهو بذكر فيما يزعم مثالب اليمن في مجلس السفاح: "ما ذا أقول القوم كانوا بين ناسج بر، ودابغ جلد، وسائس قرد، وراكب عرد، دل عليهم هدهد، وأغرقتهم فأرة، وملكتهم امرأء؟" رويت هذه الكلمة ـ مع بضع الاختلاف في روايتها ـ في كثير من كتب الأدب والتاريخ وممن رواها اجاحظ في البيان والتبيين (1/103) وابن عبد ربه في العقد الفريد (2/213، 339) والمسعودى في مروج الذهب (1/283). وهذه الكلمة في الذورة من البلاعة عند القوم، ولا يكتم الجاحظ إعجابه بخالد وإكباره له، ويعني ينقل أقواله وكلماته في كتبه، وقد علق على كلمته المذكورة بقوله: "لئن كا ن خالد قد فكر وتدبر هذا الكلام إنه للرواية الحاف والمؤلف المجيد، ولئن كان شيئا حضره فما له في الدنيا نظير" إلى أن قال: "و لكلام خالد كتاب في أيدى الوراقين". انظر عن خالدبن صفوان وعن أخباره وأقواله البيان والتبيين "2/7، 72، 114، 129، 131" و"2/184" وتجد أوسع ترجمة له في تاريخ دمشق لابن عساكر "5/53 - 63".
2- دغفل بن حفظلة السدوسي الشيباني، قيل: له صحبة، وقتلته الازارقة، وفي أمثالهم: "أنسب من دغفل". ولقبه عند الجاحظ: "العلامة" وعده من الرؤساء
عن كلمة دغفل المذكورة العقد الفريد "2/213" ولدغفل ترجمة مطوله في مهذب تاريخ ابن عساكر "5/242 - 247" وله ذكر في فهرست ابن النديم، كما أن له ترجمة في الاستيعاب لابن عبدالبر"1/173"
الجاهلية، ففى الجود يذكرون حاتما الطائى، وفي الشعر امرأ القيس، وفي الحروب والفتوح الاذواء(1) وأقيال حمير، وملوك غسان، والمناذرة والضجاعمة، وفي الفتوة والشجاعة: فرسان الازد، وهمدان أحلاس الخيل، وكل هؤلاء جاهليون عريقون في الجاهلية.
والواقع: أن نصيب اليمن من المآثر بعد الإسلام غير قليل، فإن منهم الانصار وهو الاوس والخزرج أعز الناس نفساً وأشرفهم همما، لم يؤدوا إتاوة