وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 76/
ثم أرسل في شوال من هذه السنة عبيدة بن الحارث ابن عم حمزة في ثمانين راكبا من المهاجرين، ليعترض عيراً أخرى لقريش فيها مائتا رجل، فكان بينهم الرمى بالنبل، ثم خاف المشركون أن يكون للمسلمين كمين، فانهزموا ولم يتبعهم المسلمون.
ثم كانت غزوة ودّان في السنة الثانية للهجرة، لاثنتى عشرة ليلة خلت منها، وقد خرج فيها النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومعه أصحابه من المهاجرين، فلما بلغ ودّان وجد عير قريش التي كان يقصد الاستيلاء عليها قد سبقته، فرجع من غير حرب.
وقد خرج بعدها في شهر ربيع الأول من هذه السنة لعير لقريش آيبة من الشام، وكان معه مائتان من المهاجرين، فسار حتى بلغ بواط، فوجد العير قد فاتته، فرجع أيضا من غير حرب.
ثم كانت غزوة بدر الاولى في جمادى الاولى من هذه السنة، فسريّة عبدالله ابن جحش في رجب من هذه السنة. فلم يخرج فيها أيضا لقتال قريش الا المهاجرون من المسلمين، وبهذا كان المسلمون في هذه المدة الطويلة فريقين: فريق في حالة حرب مع قريش، وهو فريق المهاجرين، وعلى رأسهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وفريق لم يكن في حالة حرب مع قريش، وهم الانصار من أهل المدينة، ولم يكن لاختلاف حالهما في ذلك أثر في علاقتهما الدينية والسياسية، بل كانت العلاقة بينهما على أحسن ما يكون، وكأنه لم يكن هناك حالة حرب يصلى نارها المهاجرون وحدهم ولا يلقون فيها مساعدة من اخوانهم الانصار، وقد كان المهاجرون في ذلك الوقت قلة، فكانوا في أشد حاجة إلى مساعدة أولئك الاخوان، وكانت كثرة قريش تقضى بانضمامهم إليهم في حربها، لتكون هناك موازنة بينهم وبينهم، ولكنهم آثروا أن يمضوا في حربها وحدهم، ولم يشاءوا أن يلجئوا اخوانهم من الانصار إلى مشاركتهم في حربها، مراعاة لما سبق من ظروفهم، والإسلام دين يسر وتسامح، فلا يأخذ أموره بالشدة، وإنّما يأخذها بالتأنى والتدبر.