وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 406/
جبناء: ان كل ما سيقع لا بد واقع، فلن يغنيهم شيئاً أن يجبنوا إذا كان مقدورهم أن يروا ((سنان الموت يبرق أضلعاً)) على حد تعبير تأبط شراً.
قال: تقول مقدورهم أن يرو سنان الموت يبرق أضلعاً، فمن الذي قدر هذا المقدور؟
قلت: الناموس أو الطبيعة، فليس وراءها شيء فيما يعتقدون.
قال: ولم لا يقولون الله بدل هذا الناموس الذي لا يسمع ولا يعقل ولا يقدر، وهو مع هذا في عمله وقدره أعقل العاقلين وأحكم الحاكمين.... ألا والله إنها لا تعمى الابصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
قلت: ما في ذلك شك، ولكن هؤلاء الذين عميت قلوبهم في صدورهم يستوون والمؤمنين من حيث شجاعة هذه القلوب العمى هم يعتقدون أن الجبن لا يجديهم شروى نقير، فلما ذا لا يكونون الباة المغاوير؟
قال: لا يكونون الاباة المغاوير، لانما تقوله الالسنة غير ما تنطوى عليه الصدور، واليك الدليل:
ان لى زميلا في المجمع اللغوى، لا أريد أن أسميه، كان معى هنا في مكتبى منذ أيام، وكان يناقشني في الطبيعة وما وراءها، وأشهد أنه بسط رأى ((أو جست كنت)) فيما هنالك بسطاً وافياً، ثم رأيه هو من حيث المادة، وأنه لا يعقل شيئاً يناقضها، فالعالم الروحى فيما يرى زميلى، ليس الا أسطورة قدم عليها العهد، واد كانت الإنسانية مازالت تجرى وراء الاوهام، فانها مع كر الليالى والايام حرية ان تفف عند الحق و((الحق احق أن يتبع)) وإن هو إلا الايمان بالمادة وحدها المادة التي أعطتنا كل شيء، والكفر بالروح التي سلبتنا كل شيء... أفلم نتخلف ونقف حيث كنا منذ القرون الاولى، في حين أن اصحاب المادة ساروا قدماً فبلغوا مبلغهم الذي نراه ونحسه، بيد أن منا من لا يرى ولا يحس، ولا يكفيه أنا وقفنا، بل يرغب الينا في أن نتقهقر... وترسل زوجى عمتك أم الحليس تبغينى لتتحدث إلى فيما تعده عشاءً شهياً لزميلى العالم العلامة الحبر البحر الفهامة.