وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 310/
اجتماع العناصر وملاقاة الطبائع، ومثل الفلكة المستديرة التى يدبرون بها الزجاجة، فيتولد من حركتها شرر يطير بملاقاة أدنى شيء كثيف ويظهر له صوت وطقطقة، وإذا أمسك علاقتها شخص ولو خيطا لطيفاً متصلا بها ولمس آخر الزجاجة الدائرة أو ما قرب منها بيده الاخرى ارتجّ بدنه وارتعد جسمه وطقطقت عظام أكتافه، وسواعده برجّة سريعة، ومن لمس هذا اللامس أو شيئاً متصلا به حصل له ذلك، ولو كانوا ألفاً أو أكثر، ولهم فيه أمور وأحوال وتراكيب غريبة تنتج منها نتائج لا تسعها عقول أمثالنا، وهذا يأس من نهوضنا كنهوضهم أدرك الجبرتى المؤرخ حين شاهد طلائع الحضارة الاوربية، وهو لا يقل ضرراً فينا عن ذلك الاستخفاف الذي قابلها به شهاب الدين الالوسى، وما كان لمؤرخ مثل الجبرتى أن ينسيه هذا ما كان لنا من ماض مجيد، كانت أوربة فيه غارقة فى ظلام دامس، وكانت تصل إليها طلائع حضارتنا فتدهش لها، كما دهش الملك شارلمان وعلماؤه من الساعة الدقاقة التى أهداها إليه هارون الرشيد، فاعتقدوا أن الشياطين تديرها بالسحر فإذا تغير حالنا وحالهم بعد هذا فالايام دول، ولا يصح أن نيأس من حالنا، ولا يليق أن نتهم عقولنا كما اتهمها مؤرخنا الجبرتى، لنفتح باب الامل فى نهوضنا، ولا نيأس من استعاده مجدنا وحضارتنا.
وأما الثالث فهو الشيخ حسن بن محمد العطار، ولد بالقاهرة سنة 1180 هـ - 1766 م، وطلب العلم بالازهر، ثم ساح فى الاقطار الإسلامية، ولقى كثيراً من علمائها، ونقّب عن كثير من كتب المتقدمين التى أهملها المتأخرون، فاستفاد كثيراً من سياحته، واتسعت بها ثقافته، وقد أدرك الحملة الفرنسية بمصر، وشاهد من طلائع الحضارة الاوربية ما شاهده المؤرخ الجبرتى، فساعدته ثقافته على أن يقف منها موقفاً معتدلا، ليس فيه شيء من استخفاف شهاب الدين الالوسى بها ولا شيء من الشعور بالعجز الذي أدرك المؤرخ الجبرتى عند مشاهدتها، وكانت وفاته سنة 1250 هـ - 1834 م، بعد أن أدرك عهداً طويلا من ولاية محمد على باشا على مصر، وعين فى عهده شيخاً للازهر.