وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 36 /
يحفل بالدفاع عن نفسه، وإنما أخذ يسخر ممن اتهموه، بل من القضاة أنفسهم، ويتوجع لما يصيب النفوس من فساد، ويود لم استطاع أن يتمم الرسالة التي بدأها، وهي تطهير الشباب من مثل هذا الشر والفساد، ولو استرحم سقراط لظفر بالبراءة ولكنه لم يفعل، فأصدر القضاة حكمهم عليه بالموت، فتقبله راضيا في سبيل حرية الفكر، والدفاع عن الحق الصراح.
لكن مما لا نزاع فيه أن الصورة الروحية لذلك الفيلسوف، كانت صورة رائعة قوية، يقول فيه الشهرستانى في كتابه "الملل والنحل" (إنه اشتغل بالزهد ورياضة النفس وتهذيب الأخلاق) ويقول فيه آخر: (كلامه في القلوب كنسيم الرياح عند الهبوب، وكالراحة للمكروب، وأثره في العقول والخواطر ك.ثر الماء في الهواجر). أما في العصر الحديث، فلنا في الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده، مثل واضح لما يلقاه المصلح الاجتماعي من مقاومة، وما يصادفه من عنت: فقد كان - رحمه الله - كما قال عن نفسه في تقرير له عن حياته:
"و ارتفع صوتي بالدعوة إلى أمرين عظيمين: تحرير الفكر من قيد التقليد، وفهم الدين على طريقة سلف الأُمة قبل ظهور الخلاف، والرجوع في كسب معارفه إلى ينابيعها الأولى، وهناك أمر آخر كنت من دعاته، والناس جميعاً في عمى عنه،و ذلك هو التمييز بين ما للحكومة من حق الطاعة على الشعب، وما للشعب من حق العدالة على الحكومة. "دعونا إلى الاعتقاد بأن الحاكم وإن وجبت طاعته، هو من البشر الذين يخطئون،: وتغلبهم شهواتهم، وأنه لا يرده عن خطئه، ولا يثقف طغيان شهوته إلا نصح الأُمة له بالقول والفعل. جهرنا بهذا القول والاستبداد في عنفوانه، والظلم قابض على صولجانه، ويد الظالم من حديد، والناس له عبيد أي عبيد" فإمام له هذه العقيدة، وينطوى صدره على مثل هذا الإيمان، ثم يأخذ في تنفيذه، والقيام على تطبيقه، لابد أن يصيبه في سبيل خطته الإصلاحية ما أصابه من اضطهاد ومشقة،