وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 312 /
لبرقة من بلاد طرابلس الغرب مواقع المجاهدين فيها ضد الإيطاليين، فكان المجاهدون الذين يطوفون بي على الجهات وساحات الوغى يقولون لي: هنا كان يقيم (المرابطية) هكذا بلغتهم الشعبية، ومعناها المرابطون بدون شك، ولما بحثت تبين لي أنها الخطوط الأمامية التي تراقب حركات العدو، فإذا خرج لهجوم تلقته وأرسلت لمن ورائها من الفرق تعلمها، حتى تبعث بالأمتعة والحريم إلى الوراء وتأتي للقتال، ولقد تحدث إلى كثير من ثقات المجاهدين عن انتصار هؤلاء المرابطين بعدد قليل وعدة ضئيلة على جيوش إيطالية كثيفة مدججة بالسلاح مما هو أشبه بالكرامة الالهية والتأييد الرباني الواضح الذي لا يدخل في حيز التقدير.
والخلاصة أن المرابط هو الجندي الفدائي الذي ينذر حياته لله، وفي سبيل إلاء كلمته، وحماية أهل شريعته، وأن هذه الرباطات القائمة، سواء التي تحولت إلى زوايا في الدواخل، أو الباقية على حالها عند السواحل بالخصوص، إنما هي أماكن حربية ممتازة، كانت ترابط فيها كتائب المرابطين من أولئك الفدائيين، وأن تلك القباب ينام تحتها رجال كانوا أبطال جهاد وكفاح، قبل أن يكونوا رجال علم وصلاح ـ وأن الزوايا في داخل الممالك رباطات داخلية للكفاح السياسي ضد العدو المحتل ـ تربي الرجال للمقاومة ـ وتعد الأجيال للانقلاب والتحرر ـ سواء من سلطة الحاكم المسلم الظالم، أو سيطرة الأجنبي الغاصب المحتل، ولقلد خدع المسلمون عن هذه المعاني السامية، وحيل بينهم وبين تفهمها على حقيقتها واستمداد القوة الروحية منها، فأضحت موضوعة على معان أُخرى سخيفة، تكسب الكسل وتقتل الأمل، وتحول دون العمل، وبذلك أصبحت نكبة أُخرى إلى جانب نكبات المسلمين، وعلة مزمنة في حياتهم بحاجة إلى علاج، والعلاج إبطال التحريف، وإزالة اللبس، حتى تبدو هذه الحقائق كما هي عظيمة في نفسها، عظيمة في تأثيرها في نفوس الأجيال، بعيدة عن أن يستغلها الظالمون لتنفيذ ظلمهم، في تخدير مشاعر المسلمين، ودفعهم إلى التوكل الكاذب، ولنعلم إذا كنا لم نعلم بعد، أن الحرب التي شنت على المسلمين من طرف الاستعمار الأجنبي، لتحريف