وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحة 160 /
والتعبد بسلوكها، فمنهم من شدد في اتباعها، وبالغ في التضييق إلى حد استلزم إهمال الدليل ومخالفته مع قيامه ووضوحه.
نقل عن مؤمن أنه دعى إلى حضور ختان، فلم يجب، وقال: لم يكن يدعي له على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وتجد هذا النوع من التشديد عند المتقدمين ـ في الغالب ـ ومنهم من أفرط واندفع مع خياله يعلل ويحلل، يبني المقدمات، ويستخرج نتائج يزعم أنها شرعية وهي بعيدة عن نصوص الشرع وروحه بعد السماء عن الأرض، ويكثر هذا النوع في الكتب المؤلفة في العصور الأخيرة للشيعة والسنة.
فالقدامى يكادون يقفون عند النص الخاص، حتى كأن لم يكن في الكتاب والسنة، عمومات وقواعد كلية، ومن المتأخرين من يتجاوز حد المطلقات والعمومات، ويطلق العنان لخياله وفلسفته.
والطريقة المثلي أن يخرج أولئك من أفقهم الضيق المحدود، وينظروا نظرة أبعد وأكمل، وأن يقف هؤلاء عند المصدر الوحيد للدين، عند القرآن وأحاديث الرسول، فإن الوقوف عند هذين الأصلين يركز الفقه على أسس علمية صحيحة ثابتة، ويقضي على الخلاف والارتباك السائدين بين فقهاء المسلمين وأئمة المذاهب.
لقد علق بالدين من جراء العادات والتقاليد والحضارات المختلفة المتباينة أشياء حسبها كثير من الناس جزءاً منه وركنأ من أركانه، وكانت السبب الأكبر في انقسام المسلمين، وتعدد مذاهبهم، وتناحرهم، وما يه من الدين في كثير أو قليل.
لقد رأينا رجالا ينعتهم الناس بلقب الفلاسفة والعلماء والأدباء، يعللون ويفسرون أعمالهم بمنطق العلم والعقل، مع أن الكثير منهم يستمد تفكيره من نفسه وظروفه، فمن الجائر ـ والحالة هذه ـ أن يستنبط الفقيه أحكاما بهذا الدافع، وهو يحسب أن رائده منطق العلم والدين.