وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 135/
تقتضيها تعاليم دينهم، وأحكام قرآنهم، وسنة رسولهم، وضرورة يقتضيها العصر الحاضر، وما وصل إليه من تقدم في سائر النواحي.
والمقام يقتضى الإيجاز والإجمال، وإنى لمتّبع فيه حد قوله تعالى: " فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر".
فالموضوع الأول هو: حالة البلاد الإسلامية أثناء احتلالها واستعمارها:
تكاد تستوى حالة البلاد الإسلامية عامة في فترة الحتلاها على خلاف في إدارة شئونها الداخلية، وسياستها الخاريجة والعسكرية، ففى الغالب كان يترك لأفرادها حرية ممارسة شعائرهم الدينية، وعوائدهم التقليديه، أما الشئون السياسية والحربية، فكانت في يد المسيطرين.
والظاهرة العامة المشتركة، جرت على حرمانهم من نور العلم، ونعمة التعليم الصحيح، الذي سار في بلاد المسيطرين شوطا بعيدا، أخرج العالم والفنَّان والمكتشف والمخترع، والصانع الماهر، والتاجر الحاذق، حتّى وصل بهم سموّ مداركهم، وعلو كعبهم، إلى اكتشاف أسرار الكون، ومكنونات الطبيعة وخوارقها، واكتشفوا الكهرباء وانتفعوا بمزاياها، والطائرات التي تسابق الريح، والغواصات التي تسير في أعماق البحار، إلى غير ذلك مما نشاهده، حتّى وصلوا إلى اختراع آلات الدامار والهلاك، وأهل البلاد المتعمرة لاهون غافلون، لأن العلم الذي يفتح العين، وينبير البصيرة، كان يعطى لهم بمقدار، ولا يسمح المستعمر المسيطر إلا بالنزر اليسير منه، لأنه يعرف حق المعرفة، أنه لا يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون.
وكان من آثار ذلك، أن سيطر الأجانب على ميادين التجارة والصناعة، وأنشئوا الشركات، واستغلوا كنوزها، وثمّروا خيراتها، واستمرءوا مرعاها، حتى إن الزراع لينتج أثمن محصول، ولا يدرى ما يصنع به مشتريه منه، ولا يدرك طرق تصريف، ولا ما يدرّه من ربح في تصديره، إذا تاجر ففى بضاعة