وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

/ صفحه 131/
ونصرا الزذيلة باسم المدينة أو الحرية، وزينوا لأبناء الإسلام تقاليد الفجور، وبذروا في البلاد بذور الزيغ والإلحاد، وكرموا كل طاعن في الدين، متهجم على العقائد، مستهزئ بأحكام الله.
بهذا كله جهلت الأمة ـ عامتها وكثير من خاصتها ـ تعاليم دينها، بل نفرت منها وعادتها، وصرنا نسمع في كثير من الأحيان لوما وتقريعا للمتمسكين بدينهم، وحمدا وتشجيعا للمتفلتين منه، وقديما قيل: من جهل شيئاً عاداه.
فاذا كان أول السلسلة في إضعاف هذه الأمة والعمل إذلالها، هو صرفها عن دينها بالحيلولة بينها وبين فهم هذا الدين فهما صحيحا، وإدراك أنه سر سعادتها، ومنبع عضمتها عن طريق العلم به، والتعمق في أصوله ومبادئه؛ فان أول ما يجب على هذه الأمة ـ إذا أرادت أن تستعيد مجدها، وأن تتبو، في العالم سامى مكانتها ـ أن تعنى بالعلم والمعرفة والإدراك الصحيح، فتعرف دينها وعقائدها، وتنفى عنما كل شائبة من شوائب الجهل والتلبيس، وتعرف شريعتها وما تكفله من سعادة وعزة في الحياة، وتعرف وسائل القوة والغلب في العصر الذي تعيش فيه، وتعرف حقائق التاريخ الصحيحة وأسرار تطوراته، وسنة الله المطردة فيه من نصر الأمم إذا استقامت، وخذلانها دذا التوت، ومن استقرار أحوالها، وسعادة أفرادها، بالخلق والدين والفضيلة، واضطرابها وشقائها وذلها باضداد ذلك. وإن هذا الدين ليدعو إلى العلم، ويكرم العلماء أعظم تكريم، ويحض على النظر في ملكوت السموات والأرض، ويأمر بإعداد القوة لدفع غائلة الإعداء، وبأن تكون الأمة على أهبة الاستعداد في كل وقت لمقاو,ة الطامعين فيها، والعادين عليها.
ولا شك أن من أول ذلك وأوجبه أن تكون من الأمة فئة خبيرة بالمستحدثات في شئون الدفاع والحرب، وفئة محيطة بضروب الاقتصاد ووسائل الاستغلال الصحيحة، وغير ذلك مما به تكون الأمة قوية ذات منعه يخشاها عدوها.