@ 45 @ علم رفيع القدر ، عظيم الفخر ، شريف الذكر ، لا يعتني به إلا كل حبر ، ولا يحرمه إلا كل غمر ، ولا تفني محاسنه على ممر الدهر ؛ لم يزل في القديم والحديث يسمو عزة وجلالة ، وكم عز به من كشف الله له عن مخبآت أسراره وجلاله ، إذ به يعرف المراد من كلام رب العالمين ، ويظهر المقصود من حبله المتصل المتين ، ومنه يدري شمائل من سما ذاتاً ووصفاً واسماً ، ويوقف على أسرار بلاغة من شرف الخلائق عرباً وعجماً ، وتمتد من بركاته للمعتني به موائد الإكرام من رب البرية ، فيدرك في الزمن القليل من المولى الجليل المقامات العلية والرتب السنية ، من كرع من حياضه أو رتع في رياضه فليهنه الأنس يجني ، جنانه السنة المحمدية ، والتمتع بمقصورات خيام الحقيقة الأحمدية ؛ وناهيك بعلم من المصطفى بدايته ، وإليه مستنده وغايته ، وحسب الراوي للحديث شرفاً وفضلاً ، وجلالة ونبلاً ، أن يكون أول سلسلة آخرها الرسول ، وإلى حضرته الشريفة بها الإنتهاء والوصول . وطالما كان السلف الصالح يقاسون في تحمله شدائد الأسفار ، ليأخذوه عن أهله بالمشافهة ولا يقنعون بالنقل من الأسفار ؛ فربما ارتكبوا غارب الاغتراب بالارتحال إلى البلدان الشاسعة لأخذ حديث عن إمام انحصرت رواتيه فيه ، أو لبيان وضع حديث تتبعوا سنده حتى انتهى إلى من يختلق الكذب ويفتريه ؛ وتأسي بهم من بعدهم من نقلة الأحاديث النبوية ، وحفظة السنة المصطفوية ، فضبطوا الأسانيد وقيدوا منها كل شريد ، وسبروا الرواة بين تجريح وتعديل ، وسلكوا في تحرير المتن أقوم سبيل ، ولا غرض لهم إلا الوقوف على الصحيح من أقوال المصطفى وأفعاله ، ونفي الشبهة بتحقيق السند واتصاله . فهذه هي المنقبة التي تتسابق إليها الهمم العوالي ، والمأثرة التي يصرف في تحصيلها الأيام والليالي ) ) . .
وقال الإمام أبو الطيب السيد صديق خان الحسيني الأثري ، عليه الرحمة والرضوان ، قي كتابة ( ( الخطة ) ) : ( ( أعلم أن آنف العلوم الشرعية ومفتاحها ، ومشكاة الأدلة السمعية ومصباحها ، وعمدة المناهج اليقينية ورأسها ، ومبني شرائع الإسلام وأساسها ، ومستند الروايات الفقهية كلها ، ومآخذ الفنون الدينية دقها وجلها ، وأسوة جملة الأحكام وأسها