وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 395 @ الرسوخ فيه ، وهو معنى هذه المرتبة ، بادروا إلى الانقياد والإيمان ، حين عرفوا من علمهم أن ما جاء به موسى عليه السلام حق ليس بالسحر ولا الشعوذة ، ولم يمنعهم من ذلك التخويف ولا التعذيب الذي توعدهم به فرعون . وقال تعالى : ( ^ وتلك الأمثال نضربها للناس ، وما يعقلها إلا العالمون ) ) فحصر تعقلها في العالمين . وهو قصد الشارع من ضرب الأمثال . وقال : ( ^ أفمن يعلم أن ما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى ؟ ) ) ثم وصف أهل العلم بقوله : ( ^ الذين يوفون بعهد الله ) إلى آخر الأوصاف ، وحاصلها يرجع إلى أن العلماء هن العاملون . وقال في أهل الإيمان - والإيمان من فوائد العلم - : ( ^ إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ) ) إلى أن قال : ( ( أولئك هم المؤمنون حقاً ) ) . ومن هذا قرن العلماء في العمل بمقتضى العلم بالملائكة الذين ( ^ لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ) فقال تعالى : ( ^ شهد الله أنه لا إله إلا هو ، والملائكة ، وأولو العلم قائماً بالقسط لا إله إلا هو ) ) . فشهادة الله تعالى وفق علمه ظاهرة التوافق ، إذ التخالف محال ، وشهادة الملائكة على وفق ما علموا صحيحة لأنهم محفوظون من المعاصي ، وأولو العلم أيضاً ، كذلك من حيث حفظوا بالعلم . وقد كان الصحابة رضي الله عنهم إذا نزلت عليهم آية فيها تخويف ، أحزنهم ذلك ، وأقلقهم ، حتى يسألوا النبي ، كنزول آية البقرة : ( ^ وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه ) الآية . وقوله : ( ^ الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) الآية . وإنما القلق والخوف من آثار العلم بالمنزل . والأدلة أكثر من إحصائها هنا ، وجميعها يدل على أن العلم المعتبر هو الملجئ إلى العمل به . فإن قيل : هذا غير ظاهر من وجهين : .
أحدهما : أن الرسوخ في العلم ، إما أن يكون صاحبه محفوظا به من المخالفة أو لا ؛ فإن لم يكن كذلك ، فقد استوى أهل هذه المرتبة مع من قبلهم . ومعناه أن العلم بمجرده