@ 179 @ العلم وفضله ) ) في باب ذكر من ذم الإكثار من الحديث دون التفهم له والتفقه فيه ما نصه : ( ( عن ابن وهب قال : سمعت سفيان بن عيينه يحدث عن بيان ، عن عامر الشعبي ، عن قرظة بن كعب قال : خرجنا نريد العراق ، فمشى معنا عمر إلى حرار ، فتوضأ ، فغسل اثنتين ، ثم قال : أتدرون لم مشيت معكم ؟ قالوا : نعمن نحن أصحاب رسول الله ، مشيت معنا ؛ فقال : إنكم تأتون أهل قرية ، لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم ؛ جودوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن رسول الله ؛ امضوا وأن شريككم . فلما قدم قرظة قالوا : حدثنا ؛ قال : نهانا عمر بن الخطاب ) ) . .
ثم قال ابن عبد البر بعد هذا بقليل ما نصه : ( ( قول عمر ، إنما كان لقوم لم يكونوا أحصوا القرآن فخشى عليهم الاشتغال بغيره عنه ، إذ هو الأصل لكل علم . هذا معنى قول أبي عبيدة في ذلك . ثم قال أيضاً : إن نهيه عن الإكثار ، وأمره بالإقلال من الرواية عن رسول الله ، إنما كان خوف الكذب على رسول الله ، وخوفاً من أن يكونوا مع الإكثار ، يحدثون بما لم يتيقنوا حفظه ولم يعوه ، لأن ضبط من قلت روايته ، أكثر من ضبط المستكثر ، وهو أبعد من السهو والغلط الذي لا يؤمن مع الإكثار ، فلهذا أمرهم عمر من الإقلال من الرواية ) ) انتهى . .
12 - وجوب نعرف الحديث الصحيح من الموضوع .
لمن يطالع المؤلفات التي لم تميز بين صحيح الأحاديث وسقيمها .
قال شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية رحمه الله تعالى في مكتوبة لجماعة العارف الجليل الشيخ عدي بن مسافر رحمه الله تعالى في بعض فصوله : وأنتم - أصلحكم الله - قد من الله عليكم بالانتساب إلى الإسلام ، الذي هو دين الله ، وعافاكم مما ابتلى به من خرج عن الإسلام من المشركين وأهل الكتاب وعافاكم بانتسابكم إلى السنة من أكثر البدع المضلة