@ 3 @ على بعض الافاضل ثم قرأ على شيخ الاسلام عبد الرحيم وسبق فى ترجمة عبد الرحيم المذكور أن والد البهائى كان اتخذه لتعليمه أستاذا وفى حل مشكلات العلوم ملاذا واعتمد فى ذلك عليه وفوض أمر قراءته اليه وأنزله وأكرم نزله ورفع قدره بين أقرانه وأجله فأقرأه قراءة من طب لمن حب وبذل فى ذلك جهده وأتى فى النصح بأقصى ما عنده وكان له نفس مبارك فى القراءة والتعليم والتقرير والتفهيم ولما اشتهر فضله وشاع كماله ونبله تحاسدت عليه العيون والآذان وحقق الخبر فى فضائله العيان حكى بعض الفضلاء انه لما بلغت شهرته المولى محمد بن عبد الغنى قاضى العساكر وفاضل الروم ظن ان الناس يبالغون فى وصفه فطلب الاجتماع من شيخه المشار اليه فجاء به فلما ذاكره رآه فوق ما وصف فالتفت الى عبد الرحيم وقال له سرا كنت أظنك فطنا فاذا أنت غبى وسبب ذلك انك بالغت فى النصح مع شخص يصير عليك نقمة لانه من آل حسن جان وهم أولو المناصب العالية ولهم الغيرة العظيمة على طريق أسلافهم وقد وقع ما قاله فانه كان سببا لعزل الاستاذ عن قضاء روم ايلى والفتيا ووليهما مكانه وحكى بعضهم أيضا ان البهائى دخل الى مجلس ابن عبد الغنى المذكور وكان عنده قاضى العسكر صنوه فى الفضل المولى مصطفى بن عزمى فتباحث الصدران المذكوران فى بحث مغلق فشاركهما البهائى مشاركة جيدة فشهدا تفوقه على جميع المخاديم من أهل بلدتهم ولما حج أبوه فى سنة خمس وعشرين وألف حج فى خدمته ولازم من عمه الاوسط شيخ الاسلام أسعد ونظم الشعر فى طليعة عمره وحكى انه لما ابتدأ النظم نظم رباعية بالتركية ورفعها الى شيخ الاسلام يحيى بن زكريا يطلب منه أن يضع له مخلصا على عادتهم فوضع له لفظ بهائى وأفاد أنهم من نسل الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ بهاء الدين نقشبند وشعر البهائى فى الذروة العليا من المتانة وحسن التخيل والمضامين العجيبة لكنه قلق التراكيب يستعمل فيه الالفاظ الغريبة ولهذا كان يقول عنه المولى يحيى المذكور من أراد أن يطالع شعر البهائى فليهيئ القاموس ولغة الدشيشة الفارسية ثم ينظر فيه ولما شاع أمره أعطى مدرسة بقسطنطينة ولم يزل يدرس فى مدرسة اثر مدرسة حتى وصل الى مدرسة شهرزاده فنظم قصيدة للسلطان مراد وأوصلها اليه على يد بعض أركان الدولة من المقربين فوقعت من السلطان فى أتم موقع فوجه اليه قضاء سلانيك ثم نقل منها الى حلب ثم عزل منها ونفى الى جزيرة قبرق فأقام