@ 32 @ قال ثنا أبو عبيد قال ثنا ابن المبارك قال سألت ابا حنيفة عن درهم لرجل ودرهمين لآخر اختلطت ثم ضاع درهمان من الثلاثة لا يعلم من أيهما فقال أبو حنيفة الدرهم الباقي بينهما على ثلاثة قال فلقيت ابن شبرمة فسألته عنها فقال سألت عنها أحدا فقلت نعم سألت أبا حنيفة قال قال لك الدرهم الباقي بينهما أثلاثا قلت نعم قال أخطأ العبد ولكن درهم من الدرهمين الضائعين يحيط العلم انه من الدرهمين والدرهم الآخر هو منهما جميعا فالدرهم الذي بقي هو بينهما نصفين قال فاستحسنت ذلك جدا فلقيت أبا حنيفة ولو وزن عقله بعقل نصف أهل الارض في الفقه لرجحهم إن شاء الله فقال لي لقيت ابن شبرمة فقال لك قد أحاط العلم ان احد الدرهمين الضائعين من الدرهمين وبقي الدرهم الباقي فهو بينهما نصفان قلت نعم قال ان الثلاثة حيث اختلطت وجبت الشركة بينهما فصار لصاحب الدرهم ثلث كل درهم ولصاحب الدرهمين ثلثا من كل درهم فأي درهم ذهب ذهب بحصتهما .
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا مكرم قال حدثنا احمد بن عطية قال ثنا الجماني قال ثنا ابن المبارك قال رأيت أبا حنيفة في طريق مكة وشوى لهم فصيل سمين فاشتهوا ان يأكلوه بخل فلم يجدوا شيئا يصبون فيه الخل فتحيروا فرأيت أبا حنيفة وقد حفر في الرمل حفرة وبسط عليها السفرة وسكب الخل على ذلك الموضع فأكلوا الشواء بالخل فقالوا له تحسن كل شيء قال عليكم بالشكر فان هذا شيء ألهمته لكم فضلا من الله عليكم .
أخبرنا عمر بن إبراهيم قال ثنا مكرم قال ثنا احمد قال ثنا موسى وابن سماعة قالا حدثنا محمد قال حدثني ابو حنيفة عن حماد انه كان يقول إذا سئلت عن معضلة فاقبلها سؤالا على سائلك عنها حتى تخلص من مسألته لك فدس إلى رجل فقعد لي على الباب وأنا عند ابن هبيرة وقد امر بي إلى السجن فسعى الرجل إلى