@ 169 @ حدثني القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبي قال ركب أحمد بن عبد الله الخرقي إلى أبي عمرو يسأله أن يشهد عنده فامتنع عليه وقال له دعاني أبو عمر إلى هذا الأمر فلم أجبه فكيف أجيب الآن فقال له أحمد بن عبد الله إن أبا عمر أراد أن يجملك بالشهادة وكان مخالفا لك في مذهبك وأنا أريد أن تجملني بشهادتك عندي مع موافقتي لك في الدين فركب إليه من يومه وشهد عنده وتوفى أبو عمرو في سنة أربعين .
وممن كان يدرس مع هذه الطبقة أبو عبدالله بن أبي موسى الضرير واسمه محمد بن عيسى وولى الحكم في الجانب الشرقي ثم وجد مقتولا في داره وكانت وفاته قبل وفاة أبي الحسن الكرخي في سني نيف وثلاثين .
ثم صار التدريس بعد أبي الحسن الكرخي رحمه الله إلى أصحابه فمنهم أبو علي الشاشي وكان شيخ الجماعة وكان أبو الحسن جعل التدريس له حين فلج والفتوى إلى ابي بكر الدامغاني وكان يقول ما جاءنا احفظ من أبي علي .
حدثني القاضي أبو محمد العماني قال حضرت أبا علي الشاشي في مجلسه وقد جاءه أبو جعفر الهندواني مسلما عليه فما قام إليه فأخذ يمتحنه بمسائل الأصول وكانت على طرف لسانه فلما فرغ امتحن أبا جعفر بشيء من مسائل النوادر فلم يحفظها فكان ذلك سبب حفظ الهندواني للنوادر وقال لأبي علي جئتك زائرا لا متعلما فلما قام نهض له أبو علي الشاشي وتوفى أبو علي الشاشي في سنة أربع وأربعين وثلاثمائة .
حدثني أبو الفرج العماني وكان قد أدرك الشيخ أبا الحسن ودرس عليه قال أوصى أبو علي الشاشي أن يرجعوا من مواراته ويفرقوا دفاتره على أصحابه ويتصدقوا بتركته وكانت تسع مائة درهم عند ثلاثة أنفس يعيش من فضل