وساح في مفاوز الخطرات يلاحظ عنها أحكام السعادات يقول في حدائه ... كيف السبيل إلى مرضات من غضبا ... من غير جرم ولم نعرف له سببا ... وأقول ... لتعرف نفسي قدرة الخالق الذي ... يدبر أمر الخلق وهو شكور ... وأشكركم في السر والجهر دائبا ... وإن كان قلبي في الوثاق أسير ... قال وسمعت أحمد بن أبي الحواري يقول سمعت أبا سليمان الداراني يقول ليس أعمال الخلق بالذي ترضيه ولا تسخطه إنما رضي عن قوم فاستعملهم بأعمال الرضى وسخط على قوم فاستعملهم بأعمال السخط وإني ربما تمثلت بهذه الأبيات ... يا موقد النار في قلبي بقدرته ... لو شئت أطفأت عن قلبي بك النار ... لا عار إن مت من شوقي ومن حزني ... على فعالك بي لا عار لا عارا ... قال وسمعت أبا الفيض ذا النون بن إبراهيم يقول من جهل قدره هتك ستره .
سمعت أبا عمرو العثماني يقول أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى قال سمعت يوسف بن الحسين يقول سمعت ذا النون يقول تكلمت خدع الدنيا على ألسنة العلماء وأماتت قلوب القراء فتن الدنيا فلست ترى إلا جاهلا متحيرا أو عالما مفتونا فيا من جعل سمعي وعاء لعلم عجائبه وقلبي منبعا لذكره ويا من من علي بمواهبه اجعلني بحبلك معتصما وبجودك متمسكا وبحبالك متصلا وأكمل نعمتك عندي بدوام معرفتك في قلبي كما أكملت خلقى وسددنى للتى تبلغنى إليك واجعل ذلك مضموما إلى نعمائك عندي واهدني للشكر حتى أعلم مكان الزيادة منك في قلبي ولا تنزع محبتك من قلبي ياذا الجلال والإكرام والجمال والنور والبهاء والحمد لله أولا وآخرا .
حدثنا عثمان بن محمد ثنا أحمد بن محمد بن عيسى ثنا يوسف بن الحسين قال سألت ذا النون من أجالس قال جالس من الناس من تقهرك هيبته وتخوفك في السر والعلانية رؤيته ويخبرك عن نفسك بالذي هو أعلم به منك