السرى بن المغلس قال رجل لديراني ما بالكم تعجبكم الخضرة فقال إن القلوب إذا غاصت في بحار الفكرة غشيت الأبصار فإذا نظرت إلى الخضرة عاد إليها نسيم الحياة .
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم قال سمعت أبا بكر بن الباقلاني يقول سمعت أبي يقول سمعت السرى يقول لا يقوى على ترك الشهوات إلا من ترك الشبهات .
أخبرنا جعفر بن محمد في كتابه وحدثني عنه محمد بن إبراهيم قال سمعت الجنيد بن محمد يقول سمعت السرى يقول إني إذا نزلت أريد صلاة الجماعة أذكر مجيء الناس إلى فأقول اللهم هب لهم عبادة يجدون لذتها تشغلهم بها عني قال وسمعت السرى وقد ذكر الناس قال لا تعمل لهم شيئا ولا تترك لهم شيئا ولا تكشف لهم عن شيء يريد بهذا القول أن تكون أعمالك كلها لله D قال وسمعته يقول كل من ذكرني بسوء فهو في حل إلا رجل تعمدني بشيء هو يعلم مني خلافه قال وحدثني الجنيد قال سمعت الحسن البزاز يقول كان أحمد بن حنبل ها هنا وكان بشر بن الحارث ههنا وكنا نرجوا أن يحفظنا الله بهما ثم إنهما ماتا وبقى السرى وإني أرجو أن يحفظنا الله بالسرى قال وسمعت أبا علي الحسن البزاز يقول سألت أبا عبدالله أحمد بن حنبل عن السرى بعد قدومه من الثغر فقال أبو عبدالله أليس الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء قلت بلى قال هو على سيره عندنا قبل أن يخرج وقد كان السرى يعرف بطيب الغذاء وتصفية القوت وشدة الورع حتى انتشر ذلك عنه وبلغ ذلك أبا عبدالله أحمد بن حنبل فقال الشيخ الذي يعرف بطيب الغذاء قال وحدثني الجنيد قال كان السرى يقول لنا ونحن حوله أنا لكم عبرة يا معشر الشباب اعملوا فإنما العمل في الشبوبية وكان إذا جن عليه الليل دافع أوله ثم دافع ثم دافع فاذا غلبه الأمر أخذ في النحيب والبكاء قال وسمعت السرى يقول من الناس ناس لو مات نصف أحدهم ما انزجر النصف الآخر ولا أحسبني إلا منهم وسمعت