كان رخرف الدنيا عندك صغيرا وكان خوف الآخرة لك ذكرا قلت فمتى أستحق ترك الجمع قال إذا عرفت أنك منقول إلى معاد وأنك مأخوذ بتبعات العباد قلت فمتى آمر بالمعروف قال إذا كانت شفقتك على غيرك وخالفت العباد لمحبة ربك قلت فمتى أوثر الله ولا أوثر عليه سواه قال إذا أبغضت فيه الحبيب وجانبت فيه القريب قلت فمتى أفزع إلى ذكره وآنس بشكره قال إذا سررت ببلائه وفرحت بنزول قضائه .
حدثنا أبي ثنا أحمد بن محمد بن مصقلة ثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان قال سمعت ذا النون يقول المستأنس بالله في وقت استئناسه يستأنس بجميع ما يرى ويسمع ويحس به في ملكوت ربه والمهيب له يهاب جميع ما يرى ويسمع ويحس به في ملكوت ربه ويستأنس بالذر فما دونه ويهابه قال وقال ذو النون ثلاثة من أعلام الإسلام النظر لأهل الملة وكيف الأذى عنهم والعفو عند القدرة لمسيئهم وثلاثة من أعلام الإيمان إسباغ الطهارات في المكاره وارتعاش القلب عند الفرائض حتى يؤديها والتوبة عند كل ذنب خوفا منن الإصرار وثلاثة من أعلام التوفيق الوقوع في الأعمال بلا استعداد له والسلامة من الذنب مع الميل وقل الهرب منه واستخراج الدعاء والابتهال وثلاث من أعلام الخمول ترك الكلام لن يكفيه الكلام وترك الخرض في إظهار العلم عند القرناء ووجدان الألم لكراهة الكلام عند المحاورة والموعظة وثلاثة من أعلام الحلم قلة الغضب عند مخالفة الرأي والاحتمال عن الورى إخباتا للرب ونسيان إساءة المسيء عفوا عنه واتساعا عليه وثلاثة من أعلام التقوى ترك الشهوة المذمومة مع الاستمكان منها والوفاء بالصالحات مع نفور النفس منها ورد الأمانات إلى أهلها مع الحاجة إليها وثلاثة من أعلام الاتعاظ بالله الهرب إليه من كل شيء وسؤال كل شيء منه والدلال في كل وقت عليه وثلاثة من أعلام الرجاء العبادة بحلاوة القلب والإنفاق في سبيل الله برؤية الثواب والمثابرة على فضائل الأعمال بخالص التنافس وثلاثة من أعلام الحب في الله