حدثنا ابو احمد الغطريفي ثنا عمران بن موسى ثنا إسحاق بن بهلول حدثني أبو جعفر الحافظ وكان من العباد قال دخلت على العمري في باديته فقلت له لم نأيت عن الناس فقال ما استطعت أن تنأى عن الناس فافعل قلت احتمل قال احتمل بالبلغة وانظر لمن تعمل ثم قال ألا أسمعك أبياتا قلت نعم فقال ... ومالي من عبد ومالي وليدة ... واني لفي فضل من الله واسع ... بنعمة ربي لا أريد معيشة ... سوى قصد عيش من معيشة قانع ... ومن يجعل الرحمن في قلبه الغنى ... يعش في غنى من طيب العيش واسع ... إذا كان مني ليس فيه عميره ... ولم أنشره بعض تلك المطالع 1 ... ولم يستلمني من ذباب من الهوى ... ولم اتخشع أمره الصانع ... كريما بحق الله بحل ماله ... بخيلا يقول الزور غير موادع ... .
حدثنا محمد بن أحمد بن ابان حدثني أبي ثنا ابو بكر بن عبيد حدثني محمد بن الحسين ثنا محمد بن حرب المكي قال قدم علينا أبو عبد الرحمن العمري الزاهد فاجتمعنا عليه وأتاه وجوه أهل مكة فرفع رأسه فلما نظر الى القصور المحدقة بالكعبة نادى بأعلى صوته يا أصحاب القصور المشيدة اذكروا ظلمة القبور الموحشة يا أهل التنعم والتلذذ اذكروا الدود والصديد وبلى الأجسام في التراب قال فغلبته عيناه فنام .
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا اسحاق بن أحمد الخزاعي ثنا الزبير بن بكار ثنا سليمان بن محمد بن عروة سمعت عبدالله بن عبد العزيز العمري يقول قال لي موسى بن عيسى ينهى الى أمير المؤمنين هارون الرشيد إنك تشتمه وتدعو عليه فبأي شئ استبحت ذلك يا عمري قال فقلت له أما شتمه فهو والله أكرم علي من نفسي لقرابته من رسول الله A وأما في الدعاء عليه فوالله ما قلت اللهم انه قد أصبح عبئا ثقيلا على أكتافنا لا تطيقه أبداننا وقذى في جفوننا لا تطرف عليه جفوننا وشجى في أفواهنا تسفه حلوقنا باكفنا موته وفرق بيننا وبينه ولكن قلت اللهم ان كان يسمى بالرشيد لرشد