حرير خضر وفي رجلها نعلان تقدس بأطراف أزمتها فالنعلان يسبحان والزمامان يقدسان وهي تقول يا ابن زيد جد في طلبي فإني في طلبك ثم جعلت تقول برخيم صوتها ... من يشتريني ومن يكن سكني ... يأمن في ربحه من الغبن ... فقالت يا جارية ما ثمنك فأنشأت تقول ... تودد الله مع محبته ... وطول شكر يشاب بالحزن ... فقلت لمن أنت يا جارية فقالت ... لمالك لا يرد لي ثمنا ... من خاطب قد أتاه بالثمن ... فانتبه وآلى على نفسه أن لا ينام بالليل .
حدثنا عثمان بن محمد العثماني ثنا أبو الحسن محمد بن أحمد ثنا عمر بن محمد ابن يوسف قال سمعت أبا جعفر الصفار يقول سمعت الفيض بن إسحاق الرقى يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول قال عبدالواحد بن زيد سألت الله ثلاث ليال أن يريني رفيقي في الجنة فرأيت كأن قائلا يقول لي يا عبدالواحد رفيقك في الجنة ميمونة السوداء فقلت وأين هي فقال في آل بني فلان بالكوفة قال فخرجت الى الكوفة فسألت عنها فقيل هي مجنونة بين ظهرانينا ترعى غنيمات لنا فقلت أريد أن أراها قالوا أخرج إلى الخان فخرجت فإذا هي قائمة تصلي وإذا بين يديها عكازة لها فإذا عليها جبة من صوف مكتوب عليها لا تباع ولا تشترى وإذا الغنم مع الذئاب لا الذئاب تأكل الغنم ولا الغنم تفزع من الذئاب فلما رأتني أوجزت في صلاتها ثم قالت ارجع يا ابن زيد ليس الموعد ههنا إنما الموعد ثم فقلت لها رحمك الله وما يعلمك أني ابن زيد فقالت أما علمت أن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف فقلت لها عظيني فقالت واعجبا لواعظ يوعظ ثم قالت يا ابن زيد إنك لو وضعت معاير القسط على جوارحك لخبرتك بمكتوم مكنون ما فيها يا ابن زيد إنه بلغني ما من عبد أعطي من الدنيا شيئا فابتغى إليه ثانيا إلا سلبه الله حب الخلوة معه ويبد له بعد القرب