أو برقعا فكان أحد لا ينظر إليه ألا مات فكشف لها عن وجهه فأخذها من غشيته مثل شعاع الشمس فوضعت يدها على وجهها وخرت لله ساجدة فقالت ادع الله أن يجعلني زوجتك في الجنة قال ذلك إن لم تتزوجي بعدي فإن المرأة لآخر أزواجها قالت فأوصني قال لا تسألي الناس شيئا .
حدثنا أحمد بن السندي ثنا الحسن بن علوية القطان ثنا إسماعيل بن عيسى العطار ثنا إسحاق بن وهب ثنا الأوزاعي وأبو بكر الهذلي ومحمد بن الفضل عن سليمان الأعمش عن عروة عن خالد بن يزيد القرشي قال كانت لي حاجة بالجزيرة فاتخذها طريقا مستخفيا قال فبينا أنا أسير بين أظهرهم إذا بشمامسة ورهبان وكان رجلا لبيبا لسنا ذارأي قال فقلت لهم ما جمعكم ههنا قالوا إن لنا شيخا سياحا نلقاه في كل عام في مكاننا هذا مرة فنعرض عليه ديننا وننتهي فيه الى رأيه قال وكنت رجلا معنيا بالحديث فقلت لو دنوت من هذا فلعلي أسمع منه شيئا أنتفع به قال فدنوت منه فلما نظر الي قال ما أنت من هؤلاء قلت أجل قال من أمة أحمد قلت نعم قال من علمائهم أنت أو من جهالهم قلت لست من علمائهم ولا من جهالهم قال ألستم تزعمون في كتابكم أن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يبولون ولا يتغوطون قال قلت نعم قال نقول ذلك وهو كذلك قال فإن لهذا مثلا في الدنيا فما هو قلت مثل هذا الصبي في بطن أمه يأتيه رزق الرحمن بكرة وعشيا ولا يبول ولا يتغوط قال فتربد وجهه وقال لي ألم تزعم أنك لست من علمائهم قال قلت بلى ماأنا من علمائهم ولا من جهالهم ثم قال لي ألستم تزعمون أنكم تأكلون وتشربون ولا ينقص مما في الجنة شيئا قال نقول ذلك وهو كذلك قال فان لهذا مثلا في الدنيا فما هو قلت مثل رجل أعطاه الله علما وحكمة وعلمه كتابه فلو اجتمع جميع من خلق الله فتعلموا منه ما نقص من علمه شيئا قال فتربد وجهه قال ألم تزعم أنك لست من علمائهم قال قلت أجل ما أنا من علمائهم ولا من جهالهم فقال لي ألستم تقولون في صلاتكم السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين