وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[237] وإذا فهذا اللون من الوعظ موجه إلى الذين يتهالكون على الدنيا تهالكا خطرا يجرهم إلى أمرين خطيرين: أولهما تزييف الواقع الذي يحيونه، وهذا ما يسميه بطول الامل، وثانيهما ضمور الحاسة الاخلاقية في النفس، إلى حد يجعل الانسان ضعيفا أمام رغائبه وأهوائه. ويترك إلى هذه الرغائب والاهواء أمر صياغة مصيره. قال عليه السلام: (أيها الناس، ان أخوف ما أخاف عليكم اثنان: اتباع الهوى وطول الامل. فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق. وأما طول الامل فينسي الآخرة. ألا وان الدنيا قد ولت حذاء (1)، فلم يبق منها إلا صبابة (2) كصبابة الاناء اصطبها صابها، ألا وإن الآخرة قد أقبلت، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا أبناء الدنيا، فإن كل ولد سيلحق بأمه يوم القيامة وان اليوم عمل ولا حساب، وغدا حساب ولا عمل (3)). العمل للدنيا على نحو يوجب ضمور الحس الاخلاقي في النفس، وعلى نحو يوجب تزييف الواقع وحسبان الخلود، مما يوجب نسيان الآخرة، والاندفاع في حياة مادية، تجرد الانسان من معناه الانساني لتحيله إلى مجرد آلة لجمع النقود والاستمتاع، هذا العمل شر كله، لانه يفسد الشخصية الانسانية ويهبط بها، ولذلك فهو عمل منهي عنه. ________________________________________ (1) حذاء: سريعة. (2) الصبابة: البقية من الماء واللبن في الاناء. (3) نهج البلاغة، رقم النص: 42. ________________________________________