[221] (2) في الخلق (1) العربي الاصيل ظاهرة جديرة بالتنويه، حقيقة بالشرح، لانها مفتاح كثير من الاخلاق العربية الكريمة. هذه الظاهرة التي عنيت هي (الواقعية) كما يفهمها العربي ويسير على ضوئها في الحرب، ومنع الجار، ونصر الضعيف، وبذل المال. وطلب اللذة. إن الموت حتم على كل إنسان ومصير لكل حي. وموعد الموت مجهول غامض فلا يدري متى يحل ويأزف، وكما يدخل في الظن أن يكون بعيدا يدخل في الظن كذلك أن يكون قريبا. وماذا بعد الموت ؟ إنه القبر والوحدة والوحشة. والمصير إلى القبر لازم فلا مفر منه ولا معدى عنه. والدنيا ؟.. أليس التقلب طبعا أصيلا فيها ؟ أليس التلون ملازما لها ؟ فقد ينقلب الحال بالعزيز إلى الذل، وبالغني إلى الفقر، بالصحيح إلى المرض، وبالسعيد إلى الشقاء. ________________________________________ (1) فكرة هذا الفصل مقتبسة من الاستاذ عبد اللطيف شرارة في كتابه: روح العروبة، من فصل قيم أدار فيه الحدث حول ظاهرة الكرم العربي وقد نقلنا عنه الشواهد الشعرية الاربع الاول، ونقلنا بقية الشواهد عن كتاب البخلاء للجاحظ. ________________________________________