[209] والفاسقين حزبا، فان منهم الذي قد شرب فيكم الحرام (1)، وجلد حدا في الاسلام، وان منهم من لم يسلم حتى رضخت له (2) على الاسلام الرضائخ.) (3). لاجل هذا كله قبل عليه السلام أن يتولى الحكم. وما أن بويع حتى عالن الناس بسياسته التي عزم على اتباعها من أجل تحقيق الاهداف التي قبل الحكم لاجلها. وقد عرفت أن هذه السياسة لم تكن شيئا مرتجلا اصطنعه لنفسه يوم ولي الخلافة، وإنما كانت خططا مدروسة ومنتزعة من الواقع الذي كان يعانيه المجتمع الاسلامي آنذاك، ومعدة لان تبلغ بهذا المجتمع خطوات إلى أمام، ومهيئة لتنيل هذا المجتمع المطامح التي كان يحلم بها ويصبو إليها. * * * وقد كانت إصلاحاته السياسة تتناول ثلاثة ميادين: الادارة، والحقوق، والمال. أ - الادارة: ففيما يرجع إلى سياسة الادارة عزل ولاة عثمان عن الامصار، هؤلاء الولاة الذين كانوا السبب المباشر في الثورة لظلمهم وبغيهم وعدم درايتهم بالسياسة وأصول الحكم، وولى من قبله رجالا ذوي دين وعقل وبعد نظر وحسن تدبير. ________________________________________ (1) الحرام: الخمر. (2) الرضائخ: العطايا، ورضخت له: أعطيت له. وقالوا أن عمروا بن العاص لم يسلم حتى طلب عطاء من النبي (ص) فلما أعطاه أسلم. (3) نهج البلاغة (باب الكتب) من كتابه إلى أهل مصر مع مالك الاشتر لما ولاه إمارتها، رقم النص: 62. دراسات في نهج البلاغة (14) ________________________________________