وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[381] أما ما قبل الآخرين فإن الرجل كان يأثم بغير حساب، ويقتل بغير حساب، ويكذب بغير حساب، ويحيف بغير حساب، ويجهل من معالم الدين بغير حساب، وإن أخطاءه في الاجتهاد " المزعوم " بغير حساب، ويعطي ويمنع من غير حجة بغير حساب، فياله من دعاء لم يقرن بالإجابة في مورد من الموارد ؟. وأما قواعد علم الحساب ويلحق بها فروض المواريث، فماذا الذي نجم منها بين معلومات معاوية وفتاواه ؟ غير جهل شائن مستوعب لكل ما ناء به من كل فرض وندب، ولم تعهد له دراسة لهذه العلوم والقواعد حتى تتحقق بها إجابة الدعوة بتوفيق إلهي. وأما جملة " وقه العذاب " فإن صحت الرواية فإنها تشبه أن تكون ترخيصا في المعصية لرجل مثل معاوية يلغ في المآثم، ويتورط بالموبقات، ويرتطم في المهالك، فليس فيما سبرناه وأحصيناه من أفعاله وتروكه إلا جنايات للعامة، وميول وشهوات في الخاصة، وحيف وميل في الحقوق، وبسط وقبض، وإقصاء وتقريب من غير حق، فلا يكاد يخلو ما ناء به من مآثم أوعد الله تعالى فاعله بالنار، أو محظور في الشريعة يمقت صاحبها، أو عمل بغيض يمجه الحق، ويزور عنه الصواب، أو بدع محدثة في منتأى عن رضا الرب وتشريع الرسول صلى الله عليه وآله فإن كان يوقى مثل هذا الانسان عن العذاب المجرئ له على الهلكات ؟ فأين مصب التوعيدات المعدة لمن عصى الله ورسوله ؟ إن الله لا يخلف الميعاد، أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون. فالخضوع لمثل هذه الرواية على طرف النقيض من مسلمات الشريعة بتحريم ما كان يستبيحه معاوية، ولذلك كان يراه مولانا أمير المؤمنين ووجوه الصحابة الأولين من أهل النار (1) مع أن هذا الموضوع المفتعل كان بطبع الحال بمرأى منهم ومسمع، إلا أن يكون تاريخ إيلاده بعد صدور تلكم الكلم القيمة. ولو كان مثل معاوية يدرء عنه العذاب، ويدعى له بالسلامة منه، وحاله ما علمت، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله أعلم بها منك ومن كل أحد، وعنده من حقوق الناس ________________________________________ (1) راجع الكلمات التي أسلفناها في هذا الجزء. ________________________________________