[394] من التي هي للعموم بما لا يجعله لغيره. وليعلم أن هذا الحديث هو من أسرار قوله تعالى في آية المباهلة: قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا نسائكم وأنفسنا وأنفسكم. والمراد نفس علي على ما تقدم فإن الله تعالى لما قرن بين نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين نفس علي وجمعهما بضمير مضاف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أثبت رسول الله لنفس علي بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه على المؤمنين عموما فإنه صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين، وناصر المؤمنين، وسيد المؤمنين، وكل معنى أمكن إثباته مما دل عليه لفظ المولى لرسول الله فقد جعله لعلي. عليه السلام وهي مرتبة سامية، ومنزلة سامقة، ودرجة علية، ومكانة رفيعة خصصه بها دون غيره، فلهذا صار ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأولياءه. تقرير ذلك وشرحه وبيانه: إعلم أظهرك الله بنوره على أسرار التنزيل، ومنحك بلطفه تبصرة تهديك إلى سواء السبيل، إنه لما كان من محامل لفظة المولى (الناصر) وإن معنى الحديث: من كنت مولاه فعلي ناصره، فيكون النبي صلى الله عليه وسلم قد وصف عليا بكونه ناصرا لكل من كان النبي ناصره فإنه ذكر ذلك بصيغة العموم، وإنما أثبت النبي هذه الصفة وهي الناصرية لعلي لما أثبتها الله عز وجل لعلي فإنه نقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي يرفعه بسنده في تفسيره إلى أسماء بنت عميس قال: لما نزل قوله تعالى: وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صالح المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. فلما أخبر الله فيما أنزله على رسوله وإنه ناصره هو الله وجبريل وعلي، يثبت الناصرية لعلي فأثبتها النبي صلى الله عليه اقتداء بالقرآن الكريم في إثبات هذه الصفة له. ثم وصفه صلى الله عليه وسلم بما هو من لوازم ذلك بصريح قوله رواه الحافظ أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 66) بسنده: إن عليا دخل عليه فقال: مرحبا بسيد المسلمين، و إمام المتقين. فسيادة المسلمين وإمامة المتقين لما كانت من صفات نفسه صلى الله عليه وسلم وقد عبر الله تعالى عن نفس علي بنفسه ووصفه بما هو من صفاته. فافهم ذلك. ثم لم يزل صلى الله عليه وسلم يخصصه بعد ذلك بخصايص من صفاته نظرا إلى ما ذكرناه حتى روى الحافظ أيضا في حليته (ج 1 ص 67) بسنده عن أنس بن مالك قال: قال ________________________________________