[ 161 ] وبقيت متحيرا لا أدرى ما أصنع، وغلظ على الامر جدا فأدركني الليل وفكرت في بكور الخراساني فلم يأخذني نوم ولم أقدر على الغمض. فقمت إلى الغلام وقلت له: اسرج لى البغلة. فقال يا مولاى: هذه العتمة بعد وما مضى من الليل شئ فالى أين تمضى ؟ ! فرجعت إلى الفراش فإذا النوم ممتنع على فلم أزل أقوم إلى الغلام وهو يردنى حتى فعلت ذلك ثلاث مرات وأنا لا يأخذني القرار حتى طلع الفجر وأسرج الغلام البغلة وأقبلت أفكر وهى تسير حتى بلغت الجسر فعدلت بى إليه فتركتها فعبرت ثم قلت إلى أين أعبر ولكن إن رجعت وجدت الخراساني على بابى فأعدها تمضى حيث شاءت فلما عبرت الجسر أخذت بى يمنة دار المأمون فتركتها ومرت فلم أزل كذلك إلى أن قربت من دار المأمون والدنيا بعد مظلمة وإذا بفارس قد تلقاني ونظر في وجهى ثم سار وتركني ثم رجع إلى وقال: ألست أبا حسان الزيادي ؟ قلت: نعم. قال بعثت اليك. فقلت وما تريد يرحمك الله ؟ ومن بعثك إلى فقال الامير حسن بن سهل. فقلت في نفسي ما يريد منى ثم قلت فها أنا ذا أمضى إليه فمضى حتى أستأذن لى عليه فدخلت عليه فقال أبا حسان. ما خبرك، وكيف حالك، ولم انقطعت عنا ؟ قلت: لاسباب، وذهبت أعتذر من التخلف. فقال دع ذا عنك أنت في لوثة وأمر ما هو فانى رأيتك البارحة في النوم في تخليط كثير. فابتدأت فشرحت له قصتي من أولها إلى آخرها إلى أن لقيني صاحبه ودخلت عليه فقال: لا أغمك الله يا أبا حسان قد فرج الله عنك هذه بدرة للخراساني مكان بدرته، وبدرة أخرى تتسع بها فإذا نفدت اعلمنا. فرجعت من ساعتي فقضيت دين الخراساني واتسعت بالباقي وفرج الله عزوجل عنى * وحدثني بهذا الحديث أبو الفرج محمد بن محمد بن جعفر قال حدثنا أبو القاسم على بن محمد بن أبى حسان الزيادي، وكان محدثا ببغداد ثقة مشهورا قال: حدثنى أبى عن أبيه قال: كنت وليت القضاء من قبل أبى يوسف القاضى رحمه الله ثم صرفت وتعطلت وضقت إضاقة شديدة وركبني دين فادح، لخباز، وبقال، وقصاب، وعطار ________________________________________