وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

[36] قوله: لم لا يجوز أن يكون المراد هو كون المؤمن مع المعصوم الموجود في كل زمان ؟ قلنا: نحن معترف (1) بأنه لابد من معصوم في كل زمان إلا أنا نقول: إن ذلك المعصوم هو مجموع الامة، وأنتم تقولون: إن ذلك المعصوم واحد منهم فنقول: هذا الثاني باطل، لانه تعالى أوجب على كل من المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين، وإنما يمكنه ذلك لو كان عالما بأن ذلك الصادق من هو، لان الجاهل بأنه من هو لو كان مأمورا بالكون معه كان ذلك تكليف مالا يطاق، لانا لا نعلم إنسانا معينا موصوفا بوصف العصمة والعلم، وإنا لا نعلم أن هذا الانسان حاصل بالضرورة، فثبت أن قوله: (كونوا مع الصادقين) ليس أمرا بالكون مع شخص معين، ولما بطل هذا بقي أن المراد منه الكون مع جميع الامة، وذلك يدل على أن قول مجموع الامة صواب وحق، ولا نعني بقولنا: الاجماع حجة إلا ذلك انتهى كلامه (2). والحمد لله الذي حقق الحق بما أجرى على أقلام أعدائه، ألا ترى كيف شيد ما ادعته الامامية بغاية جهده، ثم بأي شئ تمسك في تزييفه والتعامي عن رشده، وهل هذا إلا كمن طرح نفسه في البحر العجاج رجاء أن يتشبث للنجاة بخطوط الامواج ؟ ولنشر إلى شئ مما في كلامه من التهافت والاعوجاج، فنقول: كلامه فاسد من وجوه: أما أولا فبأنه بعد ما اعترف بأن الله تعالى إنما أمر بذلك لتحفظ الامة عن الخطأ في كل زمان، فلو كان المراد ما زعمه من الاجماع كيف يحصل العلم بتحقق الاجماع في تلك الاعصار مع انتشار علماء المسلمين في الامصار وهل يجوز عاقل إمكان الاطلاع على جميع أقوال آحاد المسلمين في تلك الازمنة ؟ ولو تمسك بالاجماع الحاصل في الازمنة السابقة فقد صرح بأنه لابد في كل زمان من معصوم محفوظ عن الخطاء. ________________________________________ (1) في المصدر نعترف. (2) مفاتيح الغيب 4: 1760 و 1761. ________________________________________