[ 289 ] قال المحقق الدواني: المشبهة منهم من قال: إنه جسم حقيقة، ثم افترقوا فقال بعضهم: إنه مركب من لحم ودم. وقال بعضهم: هو نور متلالئ كالسبيكة البيضاء، طوله سبعة أشبار بشبر نفسه. ومنهم من قال: إنه على صورة إنسان، فمنهم من يقول: إنه شاب أمرد جعد قطط، (1) ومنهم من قال: إنه شيخ أشمط الرأس واللحية، (2) ومنهم من قال: هو في جهة الفوق مماس للصفحة العليا من العرش، ويجوز عليه الحركة والانتقال وتبدل الجهات، وتئط العرش تحته أطيط الرجل الجديد تحت الراكب الثقيل، وهو يفضل عن العرش بقدر أربع أصابع، ومنهم من قال: هو محاذ للعرش غير مماس له، وبعده عنه بمسافة متناهية، وقيل: بمسافة غير متناهية، ولم يستنكف هذا القائل عن جعل غير المتناهي محصورا بين حاصرين، ومنهم من تستر بالكفة (3) فقال: هو جسم لا كالاجسام وله حيز لا كالاحياز، ونسبته إلى حيزه ليس كنسبة الاجسام إلى أحيازها، وهكذا ينفي جميع خواص الجسم عنه حتى لا يبقى إلا اسم الجسم، وهؤلاء لا يكفرون بخلاف المصرحين بالجسمية انتهى. وقال الشهرستاني: حكى الكعبي عن هشام بن الحكم أنه قال: هو جسم ذو أبعاض، له قدر من الاقدار، ولكن لا يشبه شيئا من المخلوقات ولا تشبهه، ونقل عنه أنه قال: هو سبعة أشبار بشبر نفسه، وأنه في مكان مخصوص وجهة مخصوصة، وأنه يتحرك وحركته فعله، وليست من مكان إلى مكان، وقال: هو متناه بالذات غير متناه بالقدر !. وحكى عنه أبو عيسى الوراق أنه قال: إن الله تعالى مماس لعرشه لا يفضل منه شئ من العرش ولا يفضل عنه شئ. وقال هشام بن سالم: إنه تعالى على صورة إنسان، أعلاه مجوف، وأسفله مصمت، وهو نور ساطع يتلالا، وله حواس خمس ويد ورجل وأنف واذن وعين وفم وله وفرة سوداء، (4) وهو نور أسود لكنه ليس بلحم ولا دم. ________________________________________ (1) الجعد من الشعر: خلاف الاسترسال. وقط الشعر: كان قصيرا جعدا فهو قطط. (2) شمط شمطا: خالط بياض رأسه سواد فهو [ أشمط ]. (3) الكفة - بضم الكاف - حاشية الشئ، وكفة القميص ما استدار حول الذيل. وفى نسخة: " البلفكة " ولم نجد له معنى. (4) الوفرة: ما سال من الشعر على الاذنين. ________________________________________